المرأة اليمنية تأخذ زمام المبادرة في التصدي لجائحة كورونا

17 سبتمبر 2020

"لا ترمي جهودنا الدؤوبة إلى حماية مجتمعنا فحسب، بل أيضاً إلى حماية أنفسنا وعائلاتنا،” تقول أم زكريا ، وهي خياطة متمرسة تسعى لتسخير مهاراتها لخدمة مجتمعها.

مع محدودية الوصول إلى معدات الوقاية الشخصية، أخذت نساء اليمن- من بينهن أم زكريا-  على عاتقهن مسؤولية حماية صحة مجتمعاتهن وأحبائهن.

ورشة عمل تدريبية للمتطوعات اللاتي سيتعلمن خياطة وتجهيز الكمامات والبدلات الواقية | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- اليمن / 2020

أُطلقت مبادرة في مديرية كحلان عفار، شمال غرب اليمن، بقيادة النساء اليمنيات لإنتاج معدات الوقاية الشخصية - بما في ذلك الكمامات والبدلات - لعمال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية، والأشخاص المصابين بفيروس كورونا.

تقول أم زكريا - 38 سنة - وهي مدربة ومشرفة متطوعة في مركز إنتاج الكمامات الواقية: "على مدى 12 يوماً، تم تدريب المتطوعات على خياطة وإنتاج الكمامات الطبية والملابس الواقية،" وتضيف: "هؤلاء الفتيات والنساء متحمسات للغاية للعمل والمساهمة في المجتمع، فما إن توفرت لنا آلات وأدوات الخياطة لصنع معدات الوقاية الشخصية، حتى بدأنا العمل."

أنتجت هؤلاء النساء بالفعل الآلاف من الكمامات، والعديد من البدلات، بعد شروعهن بالعمل في مطلع حزيران/يونيو، وذلك للمساهمة في حماية مجتمعهن من فيروس كورونا. تبين أم زكريا:" بما أن الكمامات تعد من أهم وسائل الوقاية من فيروس كورونا، فقد بدأنا بإنتاجها وتوزيعها مجاناً بدعم من الصندوق الاجتماعي للتنمية،" وتردف قائلة: "في الواقع، لقد تمكنا من إنتاج 90-100 كمامة، وثلاث بدلات واقية يومياً،" مضيفة أن مساهمتها في مكافحة الفيروس تشعرها بسعادة بالغة خاصة في خضم الارتفاع الكبير الذي تشهده الأسعار."

جهود رامية لحماية الكوادر الطبية

تعتبر المبادرات المجتمعية في محافظة حجة ذات أهمية قصوى، لضمان توافر معدات الوقاية الشخصية والسيطرة على انتشار فيروس كورونا، وقد تم التأكيد خلال عملية التدريب والتنفيذ، على ضرورة تصنيع كمامات وملابس واقية تتوافق مع المواصفات الطبية، لضمان استفادة العاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية على حد سواء.

الكادر الطبي بمحافظة حجة يرتدي معدات الوقاية الشخصية التي تصنعها المتطوعات كوسيلة للتصدي لفيروس كورونا | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- اليمن / 2020

"لقد تم ترشيحي من قبل مجلس القرية للعمل في فريق المبادرة المجتمعية، وتم تدريبي على أساسيات خياطة الكمامات والملابس الواقية، "إننا نعمل يومياً من الساعة 8:00 صباحاً، حتى 1:00 مساءً، في إحدى مدارس القرية، ونحرص على أن تكون الكمامات والبدلات الواقية مصنوعة وفقاً للمواصفات المطلوبة،" تُوضِح السيدة زمزم الجوبي - عضو في فريق الإنتاج، وتضيف: "أنا سعيدة بعملي، وفخورة جداً بخدمة وطني بشكل عام، ومجتمعي بشكل خاص."

بعد ظهور فيروس كورونا في اليمن، وارتفاع أسعار معدات الوقاية الشخصية في الأسواق المحلية، بات من الصعب على الكوادر الطبية الحصول على ما يحتاجون إليه، لتقديم الخدمات الصحية بأمان، وحسبما يقول ضابط المشاريع في فرع الصندوق الاجتماعي للتنمية بمحافظة حجة - المهندس العزي الخيواني: "لقد تلقى الصندوق الاجتماعي للتنمية طلبات من مراكز الرعاية الصحية والحجر الصحي، لتوفير الكمامات، وتم تبني فكرة الإنتاج المحلي عبر مجالس تعاون القرى في المديريات التي يعمل فيها برنامج التمكين، حيث لاقت هذه الفكرة استجابة واسعة."

معدات الوقاية الشخصية - من ضمنها الكمامات- أثناء تعقيمها وتعبئتها لتوزيعها على المراكز الصحية المختلفة في محافظة حجة | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- اليمن / 2020

ووفقاُ للخيواني: "عمل الصندوق الاجتماعي للتنمية على توفير المواد اللازمة لتصنيع الكمامات، وتدريب المتطوعات، والإشراف على عملية الإنتاج. وقد تم توسيع المبادرة من قبل النساء في ثلاث مديريات أخرى في المحافظة، مما يؤكد على الدور الرئيسي للمرأة في إحياء روح التعاون بين المواطنين في سبيل التصدي للوباء، وإجمالاً، تم من خلال المشروع تدريب 76 فتاة وامرأة، على تصنيع معدات الوقاية الشخصية."

يضيف الخيواني: "نظراً لسهولة تصنيع الكمامات، وقدرة المجتمع على إنتاجها، فقد حظيت بالأولوية في الإنتاج،" مشيراً أن هذه المبادرة ساعدت في إنتاج أكثر من 6000 كمامة، و50 بدلة واقية حتى الآن، وتم تسليمها للجهات الصحية المحلية، وتوزيعها على المرافق الصحية ومراكز الحجر الصحي، حسب الأولويات والاحتياجات.

أحد العاملين الطبيين أثناء عمله في المختبر وهو يرتدي معدات الحماية الشخصية - من ضمنها الكمامات الواقية التي تم تصنيعها وتغليفها وتوزيعها على المراكز الصحية المختلفة من خلال المبادرة | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- اليمن / 2020

يدعم برنامج التمكين التابع للصندوق الاجتماعي للتنمية المجتمعات المحلية، من خلال تنظيمها في شبكات وبرامج محلية كـ "مجالس تعاون القرى" و"لجان عُزَل تنموية"، ويعمل هذا النموذج على حشد المجتمعات، وتمكينها من قيادة مسار تنميتها.

***

بتمويل ودعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي و البنك الدولي ، يعمل الصندوق الاجتماعي للتنمية و مشروع الأشغال العامة، على تنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن،   حيث يوفر المشروع الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار أمريكي، محفزات اقتصادية، عبر مشاريع النقد مقابل العمل واسعة النطاق، ودعم الأعمال التجارية الصغيرة، والمبادرات ذات العمالة الكثيفة المرتبطة بالمشاريع الاجتماعية والاقتصادية، مما يعود بالفائدة على الأسر والمجتمعات المحلية المتضررة من الأزمة المستمرة في اليمن.