المُساعدة في ترميم المدارس وإستعادة سُبل كسب العيش للنساء في ظل احتدام الصراع في اليمن

6 مارس 2020

زمزم العزب البالغة من العمر 26 سنة، مُعلمة لمادة الرياضيات من منطقة ضِلاع همدان، كانت تعمل في مدرسة الحسن الهمداني


لقد أثرت الحرب تأثيراً بالغاً على النظام التعليمي في البلاد، وارتفع عدد الأطفال غير المُلتحقين بالتعليم بين 2015-2016 إلى 1.8 مليون طفل من أصل ما يزيد عن 5 ملايين طالب مُقيدين في السجلات. تعرضت 3,600 مدرسة لأضرار بالغة جراء النزاع؛ 68 مدرسة منها تحتلها الجماعات المُسلحة؛ و248 مدرسة تعرضت مبانيها لأضرار بالغة؛ و270 مدرسة يتم إستخدامها في الوقت الراهن لإيواء اللاجئين.

ومن بين المشاكل الأكثر إنتشاراً والتي يواجِهُها النظام التعليمي في اليمن تكمن مشكلة التمويل المحدود لتشغيل المدارس ودفع مرتبات المعلمين ونقص المواد المطلوبة لإعادة بناء المدارس المتضررة ونقص المُعِدات اللازمة لطباعة الكتب المدرسية وتوفير المُستلزمات المدرسية.

زمزم البالغة من العمر 26 سنة، مُعلمة لمادة الرياضيات من منطقة ضِلاع همدان، كانت تعمل في مدرسة الحسن الهمداني، وعلى الرغم من حُبها للتدريس والعمل مع التلاميذ، كان عليها أن تسعى للبحث عن شكل أخر من العمل، نظراً لأنها لم تعد تتقاضى راتبها أثناء الحرب. ولم تعد الحكومة اليمنية قادرة على تحسين هذا الوضع لزمزم وغيرها من المعلمين، وذلك بسبب السلطة المحدودة والموارد المتاحة.

وبفضل برنامج النقد مقابل العمل التابع للصندوق الإجتماعي للتنمية ، الممول والمدعوم من البنك الدولي بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) من خلال  مشروع الإستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP)، تمكنت زمزم من الصمود في وجه الأزمة المالية التي واجهتها في حياتها بعد أن التحقت بالمشروع، حيث تعمل في المساعدة على إعادة بناء وترميم مدرسة علي بن طالب بقيامها بالتنظيف وطلاء الجدران وإستخدامها للإطارات المستعملة لأغراض أُخرى، كاغرس الأشجار.

استجابةً لرغبة الشعب اليمني في العيش بسلام وبكرامة بدون الإعتماد على المعونات الخارجية، تم تصميم مشروع النقد مقابل العمل التابع لمشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP) لتلبية الإحتياجات الأكثر إلحاحاً لدى اليمنيين. ويدخل من ضمن ذلك إستعادة سُبل العيش وترسيخ قدرتهم على الصمود أمام التحديات الراهنة والمستقبلية ووضع حجر الأساس لتنمية طويلة الأجل.

وبعملها مع زميلاتها جنباً إلى جنب ضمن برنامج النقد مقابل العمل، تمثل زمزم مثال للشغف.

كانت والدة زمم تعمل في بيع الملابس لجيرانها، وها هي اليوم تعمل مع ابنتها في البرنامج ذاته. وتُنفِق الأُم ما تُجنيه من مال لتلبية إحتياجات الأسرة، بينما توفر زمزم ما تجنيه من مال، وذلك لأنها تخطط لإنشاء صالون تصفيف الشعر حتى يتسنى لها العودة لعملها كمُعلمة. فقد قامت زمزم بشراء بعض المُعدات التي تحتاجها في الصالون، وتتطلع إلى العمل مع زبائنها من المنزل حتى تتمكن من توفير مبلغ 100,000 ريال آخر.  

على الرغم من أن زمزم تُبدي تقديرها للدخل الذي تُجنيه وفرصة العمل التي أُتيحت لها، لكنها تفيد بأن العمل شاق والأجر الذي تتقاضاه بالمقابل ليس كافياً. "لكنني على الأقل أتمكن من رؤية الحياة على جدران المدارس عوضاً عن الخشية من سقوط الجدران بسبب الصراع."

وتُضيف زمزم قائلة: "سأعمل على ترميم المدرسة حتى أجد عمل يناسبني. وأفضل لحظة في حياتي كانت عندما سَنحت لي الفرصة للعمل في برنامج النقد مقابل العمل." وكأي يمنية، تأمل زمزم أن يستمر هذا المشروع حتى تضع الحرب أوزارها ويعم السلام في جميع أنحاء اليمن.  

***

بتمويل وبدعم من البنك الدولي ، يتم تنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP) من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية  (SFD) و مشروع الأشغال العامة  (PWP) بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. يوفر هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار أمريكي حوافز اقتصادية عبر مشاريع النقد مقابل العمل واسعة النطاق، ودعم الأعمال التجارية الصغيرة، والمبادرات ذات العمالة الكثيفة المرتبطة بالمشاريع الاجتماعية والاقتصادية، مما يعود بالفائدة على الأسر والمجتمعات المحلية المتضررة من الأزمة المستمرة في اليمن.