الماء أساس الحياة والنجاح

21 مارس 2021

محمد يقف في حديقته بجانب شجرة بابايا | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن / 2021

الماء هو أساس الحياة وبالنسبة لمحمد البالغ من العمر 64 عامًا، فإن الماء هو أيضًا الأساس لنشاطه التجاري الناجح.

يعيش محمد في قرية نائية في محافظة شبوة جنوب اليمن، وهو المعيل الأساسي لأسرته الكبيرة المكونة من 17 شخصًا،  زوجة وسبعة أبناء وبنتان وزوجة ابنه وخمسة أحفاد.

محمد عامل بنّاء مخضرم متخصص في المباني الطينية التقليدية، خرجت حياته ووظيفته عن مسارهما عندما ضرب إعصار تشابالا في عام 2015.

يوضح محمد: "لقد مارست عملي في بناء البيوت الطينية منذ طفولتي. مهنة أنتقلت من الأب إلى الابن، كانت وسيلتي الوحيدة للرزق". يقول: "ظل الوضع على حاله حتى ضرب إعصار تشابالا، ودُمر منزلي المصنوع من الطين. تغير كل شيء بالنسبة لي ولعائلتي. وجدنا أنفسنا نازحين وبدون منزل".

بيت من الطين في شبوة اليمنية | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن / 2021

إعصار ودمار

كان الإعصار المداري تشابالا عاصفة قوية تسببت في أضرار جسيمة في جميع أنحاء اليمن في نوفمبر 2015، حيث دمرت 214 منزلاً وألحقت أضرارًا بـ 600 منزل آخر[1].

وهُجر العديد ممن هُدمت منازلهم. أُجبرت العائلات على الإقامة في مبانٍ لم تتضرر بشدة. وجد محمد وأطفاله مأوى في مبنى نصف مشيد - هيكل أساسي لحمايتهم من حرارة النهار وبرودة الليل، وحيث لم يشعروا أنهم يعتمدون على أي شخص.

منزل طيني دمره إعصار تشابالا عام 2015 | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن / 2021

قال محمد: "لم يكن تدمير منزلي هو الكارثة الوحيدة، فقد كان فقدان مصدر رزقي الوحيد أمرًا صعبًا أيضًا. بعد تشابالا، بدأ الناس في ترك المباني الطينية وبدأوا في بناء منازلهم باستخدام الخرسانة، والتي يمكن أن تتحمل بشكل أفضل في حال تكرار هذه المأساة".

بعد العاصفة، وجد محمد نفسه مضطرًا للعمل في وظائف غريبة، والتي غالبًا ما كانت تتطلب جهدًا بدنيًا أكبر، فقط لكسب دخل كاف له ولأسرته. لكن كرجل يقترب من الستينيات من عمره، كان العمل صعبًا وغير مستدام. بدأ أبناؤه الثلاثة الأكبر سناً في العمل حمالين لإعالة والدهم.

يوضح محمد: "تمكنا من إعادة بناء المنزل بالطين والعودة بعد ثمانية أشهر من النزوح". "كنت أرغب في بناء منزلي من جديد بالاسمنت، لكن لم يكن لدي المال اللازم".

الماء مفتاح حياة جديدة

بينما كان الماء سبب معاناة كبيرة لمحمد وعائلته، فقد أصبح أيضًا السبب في إتخاذ حياته منعطفًا إيجابيًا.

رأى محمد إمكانات في أرضه وتوجه إلى الصندوق الاجتماعي للتنمية لبناء خزان للمياه. بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي، أنشأ محمد خزانًا للمياه من شأنه أن يسمح له بالبدء في زراعة البابايا والفجل ومحاصيل أخرى.

قام محمد وأبناؤه - بمساعدة العمال المهرة وأفراد المجتمع الذين تم توظيفهم في نفس مشروع النقد مقابل العمل - ببناء خزان أرضي للمياه سعة 18000 لتر يتم تغذيته من نبع بالقرب من منزلهم.

محمد وخزانه الأرضي | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن / 2021

يوضح محمد: "لم تكن لدي خبرة كبيرة في الزراعة، لكنني كنت مصممًا على بدء العمل لأنها كانت الفرصة الوحيدة التي أتيحت لي لتحسين ذلك الوضع السيئ".

موسم قطف الثمار

بعد شهور من العمل، أسس محمد حقلي البابايا والفجل كما خطط له. كما بدأ في زراعة الجرجير وكميات صغيرة من القطن للاستخدام المنزلي.

شجر البابايا في حديقة محمد | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن / 2021

يقول محمد: "لديّ الآن دخل يومي ثابت من 3000 إلى 4000 ريال يمني من خلال بيع الفجل لتجار الخضار في السوق المحلية". ويضيف: "من المقرر أن يبدأ موسم البابايا قريبًا، وأقدر أنني سأجني ما بين 6000 إلى 7000 ريال يمني في اليوم".

ويختتم محمد قائلاً: "بالنسبة لي ، كان خزان المياه هو مفتاح النجاح وقد تمكنت من تغيير وضعي للأفضل! الشعار الذي أحمله معي دائمًا هو الاعتماد على نفسي لكسب لقمة عيشي اليومية".

محمد يعمل في حديقته | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن / 2021

لمساعدة اليمنيين على التكيف مع هذه الأزمة المتفاقمة، اشترك البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العام 2016 مع مؤسستين وطنيتين رئيسيتين - الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة - لمنع مجاعة شاملة في اليمن. تم تصميم هذه الشراكة للاستجابة لنقص الغذاء الذي يعاني منه اليمن.

من خلال مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP)، وهو مشروع بقيمة 400 مليون دولار، يعمل البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي معًا لبناء قدرات الصندوق الاجتماعي للتنمية وبرنامج الأشغال العامة. على الرغم من الصراع، تمكنت المؤسسات من الاستمرار في تقديم الخدمات المجتمعية والاقتصادية الهامة لملايين اليمنيين.

-------------------------

[1]http://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/OCHA%20Yemen%20Flash%20Update%20-%20Nov%204%20final.pdf