في اليمن الذي تُمزِقٌه الحرب، تتغلب النساء على الشدائد بمشاريع ذكية تُعيد رسم حياتهن

15 أغسطس 2019

تأمل أم السعد بأن يستمر هذا البرنامج في مواصلة مد يد العون لمشاريع مشابهة لمشروعها "حتى لا تتوقف عجلة الحياة مجددا."

لقد أسفر الصراع الدائر في اليمن منذ عام 2015 عن إصابة أكثر من 17,700 من المدنيين من بينهم أكثر من 3,000 من النساء والأطفال.

كانت أم السعد، أرملة في الخمسينيات من عمرها، تكسب لقمة عيشها قبل الحرب من بيعها للبخور والمنتجات العطرية التي تُنتجها بنفسها.

وبسبب الحرب الدائرة أُجبرت أم السعد على النزوح إلى العاصمة اليمنية صنعاء برفقة أولادها الكبار.

في الوقت الذي تمكنت فيه أم السعد من العثور على عمل مرة أخرى، توفي ابنها وتدهورت حالتها الصحية. على الرغم من معاناتها النفسية، كانت القوة النابعة من ذاتها بمثابة الدافع لها للمضي قدماً من أجل رفاهية أسرتها. وبتفكيرها الخلاق، توصلت أم السعد إلى فكرة إنتاج وبيع صلصة التمر الهندي "الحُمر" والتُمبل والعُشار.  

 تكللت رؤية أم السعد بالنجاح بعد تلقيها منحة مالية من مؤسسات التمويل الأصغر - عبر المؤسسة الوطنية للتمويل الأصغر  (NMF) وشبكة اليمن للتمويل الأصغر (YMN) - بتمويل ودعم من الصندوق الإجتماعي للتنمية (ٍSFD) من خلال شراكة البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في إطار مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP).  

بالعمل مع ابنها وابنتها، تمكنت أم السعد من مضاعفة دخلها من بيع البخور والمنتجات العطرية والتمبل. تغطي الأُسرة في الوقت الراهن إحتياجاتها الأساسية وتكاليفها المعيشية. حتى أن أم السعد ألحقت أحفادها بالمدرسة.

وحيث أن أم السعد تتوق للإستمرار في تنمية عملها وإعادة بناء المجتمع المحلي من حولها، فقد دخلت في شراكات مع محلات البقالة الكبيرة بغية بيع منتجاتها.  

تأمل أم السعد بأن يستمر هذا البرنامج في مواصلة مد يد العون لمشاريع مشابهة لمشروعها حتى لا تتوقف عجلة الحياة.

***

بتمويل وبدعم من البنك الدولي ، يتم تنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP) من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية  (SFD) و مشروع الأشغال العامة  (PWP) بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. يوفر هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار أمريكي حوافز اقتصادية عبر مشاريع النقد مقابل العمل واسعة النطاق، ودعم الأعمال التجارية الصغيرة، والمبادرات ذات العمالة الكثيفة المرتبطة بالمشاريع الاجتماعية والاقتصادية، مما يعود بالفائدة على الأسر والمجتمعات المحلية المتضررة من الأزمة المستمرة في اليمن..