قوة الروح الجماعية: معاً للتغلبِ على أزمة صحية

20 سبتمبر 2020

مبادرة مجتمعية، تسهم في إنتاج أكثر من 6000 كمامة مجانية، وإقامة أربع نقاط عمومية للتعقيم والتوعية، والقيام بأكثر من 3000 زيارة منزلية، لتثقيف المجتمع، حول الوقاية من فيروس كورونا (كوفيد-19) في تعز.

نقطة تعقيم وتوعية في شوارع تعز | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- اليمن / 2020.

تقول أحلام، البالغة من العمر 22 عاماً - وهي واحدة من بين 20 خياطة متطوعة، ينتجن معدات الوقاية الشخصية:"مع كل كمامة أقوم بإنتاجها، يغمرني شعور كبير بالارتياح، لأن ذلك يعني إنقاذ حياة شخص ما - أو العديد من الأشخاص - في قريتي والقرى المجاورة."

هكذا تقضي أحلام صباحاتها، منذ إتمامها ورشةً تدريبيةً دامت ستةَ أيام، لإنتاج الكمامات الطبية، وتعبر أحلام عن فخرها بعملها: "استشعاراً مني لمسؤوليتي تجاه المجتمع، وعلى أمل المساهمة في التصدي لهذه الجائحة، التحقت بهذه الورشة، وتطوعت لإنتاج الكمامات."

على نفس الدرجة من الحماس، للمساهمة في حماية مجتمعها من فيروس كورونا، وتقديم الأفضل في أعقاب الأزمة، تولت السيدة دعاء الصنوي - وهي إحدى المتطوعات المعروفات باسم رفقاء الصحة - مسؤولية التدريب، وحسبما تقول: "إن شغف المتطوعات بالتخفيف من معاناة الناس، ودفع الضرر عنهم، وكسر احتكار التجار للكمامات، والإسهام في حماية الطواقم الطبية، دفعهن لإنتاج 350 كمامة في اليوم الواحد"، مشيرة إلى أنه "تم خياطة 6 آلاف كمامة طبية خلال الشهر الماضي، وتم توزيعها على المرافق الصحية."

أحلام البالغة من العمر 22 عاماً تصل إلى ورشة التدريب لتتعلم كيفية صنع الكمامات الطبية. | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- اليمن / 2020.


معًا للتصدي لجائحة كورونا

يشير الدكتور سفيان - مسؤول العلاقات العامة لهذه المبادرة التي يدعمها الصندوق الاجتماعي للتنمية: "إن الأسعار الباهظة التي يفرضها التجار، هي العامل الرئيسي الذي دفع أبناء عزلة الصنة للتحرك،" ويضيف: "لقد دفعنا إدراكنا للأهمية الحيوية للكمامات، ومشاهدة احتكار التجار لها إلى المبادرة بالعمل، وأصبحت الكمامات الآن متاحة بالمجان للجميع."

لم تكتف المبادرة بذلك، بل عملت على تنفيذ حملات تعقيم للأسواق في أرجاء العزلة، وتشكيل فريق طبي يعمل على ترصد الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، وتقديم الرعاية الصحية لها، والعمل على التواصل والتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة، لنقل أي حالة مستعصية إلى المستشفيات ومراكز الحجر الصحي.

 كما يوضح الدكتور سفيان: "لقد قمنا في إطار هذه المبادرة، بإنشاء صندوق صحي لمواجهة فيروس كورنا المستجد، مما عمل على تكاتف أبناء العزلة، حيث قاموا بجمع قرابة ثلاثة ملايين ريال يمني (حوالي 5,000 دولار)، لتنفيذ أنشطة متعددة، بما في ذلك إنشاء نقاط تعقيم وتوعية، في مداخل عُزلة الصنة."

تخضع الكمامات التي تمت خياطتها وإعدادها من قبل المتطوعات للفحص قبل توزيعها على المراكز الطبية في تعز | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- اليمن / 2020.


سعياً لتحقيق ذات الهدف، قامت المبادرة أيضاً بتدريب 120 موظف رعاية صحية في العزلة على الترصد الوبائي، ومهارات التوعية. ويؤكد الدكتور سفيان: "تمكنَّا معاً من تقديم خدمات توعوية حول إجراءات الوقاية وأهمية العزل الذاتي والحجر الصحي، لأكثر من 3000 أسرة، بالإضافة إلى توزيع 20 ألف نشرة توعوية حول فيروس كورونا."

إحياء الروح الجماعية

في هذا الصدد، يصف السيد محمد فارع - رئيس لجنة الخدمات المحلية بمديرية المعافر- ما تقوم به المبادرة من أنشطة، بأنها جهود جبارة، وعلى حد قوله: "إن توفير الكمامات بعد انعدام شبه تام لها من الأسواق، واحتكارها من قبل التجار، أعاد الأمل إلى نفوس الأهالي، بعد أن نال منهم الفزع؛ إثر تفشي وباء كورونا، الذي أودى بحياة العديدين على مستوى العالم."

وعبَّر السيد فارع عن امتنانه للجهود الدؤوبة التي يبذلها القائمون على المبادرة والداعمون لها، كما أعرب عن سعادته بالدور الذي لعبته هذه المبادرة في إحياء الروح الجماعية، و"تحفيز الكثيرين على العمل وبذل الجهد والوقت، من أجل تلبية احتياجات مجتمعهم، والحد من انتشار فيروس كورونا."

لقد تسنى تننفيذ هذه الأنشطة من خلال برنامج "تمكين" التابع للصندوق الاجتماعي للتنمية، والذي يدعم المجتمعات المحلية، من خلال تنظيمها في شبكات وبرامج، كـ "مجالس تعاون القرى" و"لجان العُزل التنموية"، ويعمل هذا النموذج على حشد المجتمعات، وتمكينها من قيادة مسار تنميتها.

ورشة العمل التدريبية التي استمرت ستة أيام لتعليم المتطوعات خياطة وإعداد الكمامات الواقية. | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- اليمن / 2020

***

بتمويل ودعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي و البنك الدولي ، يعمل الصندوق الاجتماعي للتنمية و مشروع الأشغال العامة على تنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن،   حيث يوفر المشروع الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار أمريكي، محفزات اقتصادية، عبر مشاريع النقد مقابل العمل واسعة النطاق، ودعم الأعمال التجارية الصغيرة، والمبادرات ذات العمالة الكثيفة المرتبطة بالمشاريع الاجتماعية والاقتصادية، مما يعود بالفائدة على الأسر والمجتمعات المحلية المتضررة من الأزمة المستمرة في اليمن.