اليمن: دعم المزارعين المحليين يسهم في الأمن الغذائي في ظل الأزمة المستمرة

8 يناير 2020

لحج ، اليمن – يجد المثل العربي "على قدر أهل العزم تأتي العزائم" صداً في قصة عادل، وهو مزارع يبلغ من العمر 44 عامًا من إحدى قرى لحج، اليمن. ينحدر عادل من عائلة فقيرة تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل كحال الكثير من المزارعين.

يحكي عادل: " أنا أحب الزراعة، لأني تعلمتها من والدي الذي أخذها وتعلمها أبا عن جد. إنها تعلم الإنسان التحلي بالصبر وتؤكد على أهمية العمل لكي نحصد ماتعبنا واجتهدنا لأجله."

قبل الحرب، كان عادل يعمل كمزارع بالأجر اليومي في عدد من المزارع القريبة من الحوطة، مركز محافظة لحج، حيث اشتهر بخبرته الكبيرة وسمعته الطيبة. مكنت المبالغ التي كان يتقاضاها عادل من عيش حياة كريمة ودعم زوجته لمواصلة دراستها الجامعية .

"كان دخلي مستقراً إلى حد ما، لكن بعد اندلاع الحرب، أجبرت الزيادة في سعر الوقود وانخفاض قيمة العملة الوطنية ملاك الأراضي على التخلي عن الزراعة."

"لقد استبدلوا المزارعين المهرة بآخرين وبأجور منخفضة."

على الرغم من الدعم المالي الذي كان يتلقاه من أخوته خلال تلك الفترة، إلا أنه أضطر في أكثر من مرة إلى أخذ الديون من أصدقائه لتلبية احتياجاته الأساسية، علاوة على ذلك، قام عادل ببيع بعض حُلي زوجته.

"بسبب تلك المصاعب المالية الشديدة، لم أتمكن حتى من مساعدة زوجتي في تحمل الرسوم الدراسية وأجرة المواصلات إلى الكلية. ما كان يحزنني كثيراً هو تميزها في دراستها، وأنا أقدّر التعليم لأنني حرمت منه واضطررت إلى ترك المدرسة عندما كنت في الصف السادس، لقد كنا الإثنان نشعر بالإحباط. " كل هذا صار جزءاً من الماضي الآن!

لقد قام التمويل المقدم من البنك الدولي وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ووكالة تنمية المشاريع الصغيرة والأصغر (SMEPS) بدعم عادل و 199 مزارعًا آخرًا في لحج في إطار مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP) .

تم تزويد عادل بنظام الري بالتنقيط، والبذور والأسمدة ورأس مال لاستئجار قطعة أرض بالقرب من بئر مياه بأجمالي دعم يقدر بـ 1,500 دولار.

أتاحت المنحة التي حصل عليها عادل فرصة دخل جيدة، فقد استأجر قطعة من الأراضي الزراعية غير المستغلة وقام بتثبيت نظام الري بالتنقيط. اصبح عادل الآن ينتج الفلفل الأخضر والجرجير والبقدونس.

"لقد حققت أرباحًا جيدة، لا سيما من حصاد الجرجير والبقدونس."

بالإضافة إلى ذلك، قام المشروع بدعم عادل بالمهارات التقنية حتى يتمكن من تحقيق أقصى استفادة من المنحة من خلال زيارات توجيهية منتظمة من خبراء في مجال الزراعة الحديثة.

قال عادل: "لقد اختفت المفاهيم الخاطئة حول أنظمة الري بالتنقيط التي كنت أعتقد بها. لا يزال بعض المزارعين يعتقدون أن الري بالتنقيط يحرم النباتات من كميات مناسبة من الماء، لكنه في الحقيقة لا يفعل ذلك."

لاحظ عادل أن النباتات المزروعة باستخدام الري بالتنقيط لها شكل أكثر حيوية وازدهارًا من تلك التي تزرع بالطريقة التقليدية عبر الغمر. "أنه يوفر الماء والوقت بشكل كبير. بدلاً من 12 ساعة لسقي نصف فدان، فإن الأمر يستغرق الآن ست ساعات فقط لسقي فدان كامل من الأرض."

بدأ عادل الآن بتسويق منتجاته الزراعية من خلال تعبئتها ونقلها إلى السوق الرئيس في المحافظة. أصبح عادل يجني أكثر من 250 دولارًا شهريًا، مما ساعده في سداد ديونه.

يخطط عادل لشراء حقله الزراعي الخاص به يومًا ما بالقرب من مصدر مائي.

"لقد تمكنت من شراء مولد كهربائي لبيتي، ودراجة نارية للتنقل بين مزرعتي والمنزل بشكل أسرع. كان أعظم إنجازاتي حتى الآن هو دعم زوجتي لمواصلة دراستها، و ستكون في العام الدراسي الرابع والأخير قريبًا، و سوف تحصل على وظيفة بعد تخرجها."

يقول عادل: "أنا مدين لأولئك الذين دعموني للتغلب على الصعوبات التي مررت بها."

 

بتمويل ودعم من البنك الدولي ، يتم تنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP) من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD) و مشروع الأشغال العامة (PWP)  بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. يوفر هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار أمريكي حوافز اقتصادية عبر مشاريع النقد مقابل العمل واسعة النطاق، ودعم الأعمال التجارية الصغيرة ، والمبادرات ذات العمالة الكثيفة المرتبطة بالمشاريع الاجتماعية والاقتصادية ، مما يعود بالفائدة على الأسر والمجتمعات المحلية المتضررة من الأزمة المستمرة اليمن.