مشروع الحماية الإجتماعية يوفر الدعم اللازم للمجتمعات المتضررة من الحرب

12 سبتمبر 2019

أموال حسن، أم نازحة من تعز تعمل على استصلاح الأراضي الزراعية في مديرية المعافر، محافظة تعز. | حقوق الصورة: لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي- اليمن

مع احتداد الاشتباكات المسلحة في مناطق مختلفة من اليمن، اضطر العديد من المجتمعات إلى ترك منازلهم وسُبل عيشهم واللجوء إلى مناطق أخرى أكثر اماناً، ليصبحوا نازحين في بلادهم.

تُمثلُ أموال حسن إحدى قصص الكفاح والمعاناة الناتجة عن الحرب المستعرة في وسط البلاد. عاشت أم الطفلين (نجيب ذو الثلاث سنوات، وسُميّة ذات الـ 18 شهراً) حياة معاناة معتمدةً على المساعدات التي قدمها لها اهالي منطقة الكدحة لُتُعيل طفليها الصغيرين بالإضافة إلى أمها المُسنّه والمريضة. فقد تُوفي والدها قبل عشر سنوات، وتركها زوجها وحيدةً لتهتم بطفليها بعد أن فقد عمله هو الآخر جراء الحرب، ولا زال يهددها بحرمانها من طفليها الصغيرين.
 

عندما اندلعت الاشتباكات المسلحة في منطقة الكدحة بمحافظة تعز- في وسط البلاد- أُضطرت أموال وأسرتها والأهالي في المنطقة للهرب بحياتهم بحثاً عن ملاذٍ آمن. في البداية، وصلوا إلى معسكر النازحين في جبل حبشي، ولكن الإشتباكات تبعتهم إلى هناك بعد ثلاثة أشهر واجبرت الجميع على الهرب مجدداً- هذه المرة إلى معسكر النازحين في جبل زيد بمحافظة تعز.

قالت أموال بصوت يملؤه الشوق "هربنا من منازلنا بقلوب مكسورة. هربنا مرعوبين سيراً على الأقدام وبلاطعام. لم يكن معنا أي مال او أي طريقة للتنقل، ومع ذلك كان يجب علينا ان نستمر في التنقل من منطقة إلى أخرى  حتى وصلنا إلى هنا- في معسكر الكدحة للنازحين". وأضافت وهي تتألم "كانت هذه بداية المعاناة فقط... فقد مرضت أُمي وتورمت غدتها الدرقية، واصيب طفلي بالتهاب اللوزتين، والأسوء هو مرض ابنتي الصغيرة وعدم قدرتها على المشيي، والتي شُخّصها الأطباء لاحقاً بهشاشة العظام بسبب سوء التغذية الحاد. والآن، لا بد لها من الاستمرار على جلسات العلاج الطبيعي بشكل يومي لتتمكن من السير مرّة اخرى في يوم من الأيام، والذي يكلف الكثير من المال الذي لا أمتلكه".

ويزيد الأمر سوءً بانعدام مراكز الرعاية الصحية في المنطقة التي يقع فيها مخيم الكدحة للنازحين، مما يضطر أموال خوض رحلة طويلة وشاقة من المشي واستقلال المواصلات العامة للوصول إلى أقرب مستشفى في المنطقة. تقول أموال "يكلفني الوصول إلى المستشفى لعلاج ابنتي 5,000 ريال يومياً، بالإضافة إلى تكاليف العلاج والتي لا تتوفر لدي، واضطر لإقتراضها في معظم الأوقات".

لدعم المجتمعات المتضررة في اليمن، ينفذ الصندوق الإجتماعي للتنمية مشروع الحماية الإجتماعية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن. ويستهدف مشروع الحماية الإجتماعية الذي يُموله الإتحاد الأوربي المجتمعات المتضررة من الحرب بتوفير فرص عمل ومصدر دخل يساعدهم على توفير احتياجاتهم الأساسية في مثل هذه الضروف الصعبة.

واصلت أموال حديثها عن المشروع بإمتنانٍ قائلة "عانينا كثيراً وكدنا نفقد الأمل قبل أن يبدأ الصندوق الإجتماعي للتنمية برنامجاً للنقد مقابل العمل. الآن، أعمل أنا والأهالي على استصلاح الأراضي الزراعية مقابل دفعات مالية شهرية. لقد ساعدنا المشروع بشكل كبير، حتى أن بعض الأهالي استطاعوا توفير المال وشراء بعض الأصول التي تساعدهم على تحسين دخلهم مثل الدرجات النارية، والأغنام وغيرها".

ويجدر الذكر بأن المشروع ساعد اكثر من 1,200 عائلة بتوفير 70 يوم عمل لمساعدتها على توفير احتياجاتها الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، ساهم مشروع الحماية الإجتماعية في استصلاح اكثر من 98,300 متر مربع من الأراضي الزراعية والذي سيساعد بشكل كبير في تحسين الأمن الغذائي وتوفير دخل مُستدام للعديد من الأهالي.

أنهت أمول حديثها وهي تضم ابنتها المريضة قائلة "أعمل في استصلاح الأراضي الزراعية منذ أربعة أشهر، وهذا ساعدني على تغيير حياتي وتوفير احتياج اسرتي ودفع الديون التي علي. استطعتُ ايضاً اخذ ابنتي المريضة إلى جلسات العلاج الطبيعي التي تحتاجها. نتمنّى ان نعود إلى منازلنا وحياتنا السابقة والآمنه، وأحلم بأن ارى ابنتي تقف على قدميها دون مساعدة من أحد. نأملُ ان يستمر المشروع في مساعدتنا حتى تنتهي الحرب ونتمكن من العودة إلى منازلنا".

***

مشروع الحماية الاجتماعية للمرونة المجتمعية (SPCRP)  بتمويل ودعم من قبل الاتحاد الأوروبي (EU) بمبلغ 28 مليون دولار أمريكي و تنفيذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD). يهدف المشروع إلى تعزيز القدرة الشرائية في المجتمعات الضعيفة مع استعادة البنية التحتية للمجتمع،وتحسين الوصول إلى الخدمات الرئيسية ، وبناء قدرات المجتمعات والسلطات المحلية.