انقاذ حياة امهات واطفالهن في بعض المناطق الريفية من تعز

20 فبراير 2018

فكرة علي سعيد خلال جلسات التدريب

في اغسطس العام 2015، أطلق برنامج الامم المتحدة الانمائي مشروع الاعمال الخاصة للقابلات وبتمويل من برنامج الامم المتحدة الانمائي وحكومة اليابان لتعزيز مهارات القابلات التجارية وتمكينهن من افتتاح عيادات في 22 مديرية ريفية في تعز. قامت الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات بتدريبهن على أفضل الممارسات الخاصة بخدمات الرعاية الصحية للأمومة وتنظيم الأسرة والطوارئ والولادة والوقاية من العدوى. كما وتم تقديم منح صغيرة لهؤلاء القابلات لإنشاء وتحديث عياداتهن الخاصة لدعم النساء الأكثر احتياجًا من الحوامل والمرضعات.

"لم أكن املك المال الكافي للالتحاق بتدريبات القبالة لتعزيز مهاراتي في رعاية الامومة. ان امتلاك المهارات اللازمة يحدث فرقا شاسعا، اذ ان المجتمعات المحلية تثق في القابلات بشكل أكبر،" تقول فكرة علي سعيد قابلة تبلغ من العمر 29 من مديرية خدير في محافظة تعز. "انا سعيدة جدا فقد منحني هذا المشروع الامل ولم أكن اتوقع ان احصل على هذه الفرصة. لقد كنت احاول تامين تكاليف افتتاح عيادة مجهزة تجهيزا جيدا منذ ان تخرجت في عام 2007".

دخل النزاع في اليمن عامه الثاني وهو يهدد مستوى الرعاية الصحية للأمومة حيث يفتقر الامكانيات الاساسية فالعديد من مراكز الرعاية الصحية على حافة الانهيار بسبب تبعات الحرب. بناء على التقارير الرسمية، تموت ثمان نساء سنويا اثناء الولادة بسبب قلة المنشآت الصحية وعدم حضور القابلات المؤهلات، خصوصا في المناطق الريفية. بناء على التقارير السنوية للجهاز المركزي للإحصاء فان 84% من الولادات في اليمن تحدث في المنزل وان 20% منها فقط تحضرها القابلات المدربات. ويمكن انقاذ حياة 75% من الامهات إذا حضرت ولادتهن قابلات مؤهلات.

تدهورت اوضاع الامومة بسبب استمرار النزاع المسلح، وسببت صعوبة الحصول على الخدمات الصحية ارتفاعا في نسبة الوفيات بين الاطفال والنساء. "ان مهنة القبالة تحافظ على حياة الام والطفل. واوجد انعدام المنشآت الصحية القريبة حاجة طارئة الى قابلات. ان المستشفيات في تعز بعيدة ولا يمكن الوصول اليها بسبب النزاع المستمر،" قالت فكرة.

مع هروب حوالي 3,000 اسرة الى المناطق الريفية المجاورة بسبب المواجهات المسلحة في تعز، اصبحت هنالك حاجة ماسة الى خدمات الرعاية الصحية للأمومة والتي كانت دون المستوى المطلوب قبل اندلاع النزاع الحالي.

اتاحت المعدات الممنوحة للقابلات تقديم عملهن بشكل أفضل واجراء فحوصات الضغط والحرارة ونبض القلب وتفقد صحة المواليد الجدد. ساعدت تلك المعدات الممنوحة للقابلات على تقديم خدمات الرعاية الصحية لمجتمعاتهن وتشخيص الحالات التي تتطلب رعاية واهتمام خاصين.

"لدي الان المتطلبات اللازمة التي تسهل علىّ تقديم الخدمات الصحية للحوامل والمواليد في مجتمعي. لقد بدأت باستقبال العديد من الحالات في اليوم. انا سعيدة بهذا لأني اساعد في الحفاظ على حياة الامهات والاطفال. اعتبر عملي خيريا ولا افرض رسوما مكلفة على المرضى لأنهم فقراء جدا. ولكن دخلي ازداد. لم اعد أخشى المستقبل واعتمد الان تماما على عيادتي في معيشتي. لا يتحتم علي البحث على وظيفة اخرى لإعالة نفسي". هكذا ختمت فكرة حديثها.