رفع مستوى الوعي بالحاجة إلى الرعاية النفسية والإجتماعية وأهميتها

28 يونيو 2020

تدريب مشروع الحماية الإجتماعية SPCRP للكادر الطبي في محافظة حجة على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي. الصورة لـ: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن


على الرغم من ظهوره في عام 1966 في جنوب البلاد - وبعد 10 سنوات في الشمال - إلا أن مجال العلاج النفسي تخلًّف عن التخصصات الصحية الأخرى في اليمن. فلم يكن هناك سوى أربعة مستشفيات مؤهلة للصحة النفسية في اليمن في العام 2011، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO).

ومع استمرار الحرب في اليمن منذ العام 2015، وتعرض معظم الناس للصدمات النفسية تضاعفت الحاجة إلى الدعم النفسي والإجتماعي.

يقول الدكتور سامي العربي، إستشاري الطب النفسي والإدمان في مستشفى الأمل للأمراض النفسية بصنعاء، "يتأثر الناس عادةً نتيجة ضغوط الحياة اليومية فما بالك بتعرضهم للصدمات الشديدة الناتجة عن الحروب. وتُعد النساء والأطفال الفئة الأكثر عُرضةً للإصابة بهذه الصدمات وللأسف فإن مستوى الرعاية النفسية في اليمن سيّئ للغاية."

تشير الإحصاءات إلى أن عدد المستشفيات التي تقدم العلاج النفسي بشكل مناسب يقتصر على سبع مدن رئيسية، فيما يتراوح عدد الأطباء المتخصصين في العلاج النفسي في اليمن ما بين 50 إلى 70 طبيبًا فقط.

وأكد الدكتور عبد الله الشرعبي، مستشار ورئيس قسم الطب النفسي في مستشفى الثورة العام بصنعاء، على الأثر السلبي لمشكلة الوصمة الاجتماعية في اليمن قائلاً، "يشعر الناس بالخجل عند إحالتهم إلى العلاج النفسي، ويفضلوا الذهاب إلى المشعوذين لتلقي العلاج بدلاً من ذلك".

ولتوفير خدمات الرعاية النفسية والإجتماعية التي تفتقدها المجتمعات بشكل كبير، يُنفذ الصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD) دورات تدريبية في مجال الدعم النفسي والإجتماعي في إطار مشروع الحماية الإجتماعية (SPCRP) التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويهدف المشروع الذي يُموّله الإتحاد الأوروبي إلى تدريب الطاقم الطبي الذي يعمل في المحافظات المتضررة لتوفير خدمات الرعاية النفسية الأولية والارشاد للمرضى هناك.

واشتمل التدريب على افراد من الطاقم الطبي يعملون في مديريات مختلفة من أكثر المحافظات احتياجاً وهي حجة والحديدة وتعز. وتدرّب المشاركون على المهارات الأساسية والمبادئ الأولية للرعاية النفسية للمساعدة في تخفيف معاناة المرضى، وخاصة في المناطق النائية.

قالت المتدربة حياة محمد، والتي تعمل كقابلة مجتمعية، أنها تعلمت الكثير من الدورة التدريبية. "أستطيع الآن تشخيص الاضطرابات النفسية الشائعة في مجتمعي، وسأبذل كل ما في وسعي لمساعدة أولائك المرضى وخاصة النساء."

يؤكد المتدرب يحيى زيه من محافظة الحديدة على أهمية المعارف التي اكتسبوها قائلاً: "لقد تعلمنا كيف نفرق بين الاكتئاب والقلق وبين حالات التوتُّر ومن سبق لهم التعرض لصدمات نفسية قوية. لحسن الحظ، أستطيع الآن مساعدة الكثير."

ويشير الدكتور محمد الأشول، استشاري الطب النفسي والإدمان في مستشفى الأمل للأمراض النفسية، ومدرب البرنامج إلى أهمية ودور هذا التدريب بقوله:"إن تدريب الطاقم الطبي لا يـُساهم في تسهيل الحصول على خدمات الرعاية النفسية وحسب، بل ويرفع من وعي المجتمع بأهمية الرعاية النفسية. كما يساعد في توعية الناس والتخلص من وصمة العار الاجتماعية المرتبطة بالعلاج النفسي في اليمن، وهو احد الأسباب الرئيسية لتنفيذ هذا التدريب."

***

يُموّل الإتحاد الأوربي مشروع الحماية الاجتماعية (SPCRP) في اليمن ويُنفّذه بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)  والصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD). ويساهم مشروع الحماية الإجتماعية، الذي تبلغ تكلفته 28 مليون دولار أمريكي، في تعزيز القدرة الشرائية للمجتمعات الضعيفة مع استعادة البنية التحتية المجتمعية وتحسين الوصول إلى الخدمات الرئيسية وتقديمها من خلال توفير فرص عمل مؤقته، وتوفير معدات الطاقة الشمسية وإعادة تأهيل مرافق الرعاية الصحية، وبناء قدرات المجتمعات والسلطات المحلية.