حماية المجتمعات الأشد ضعفا في اليمن من السيول والموت والهلاك

6 يوليو 2020


"منذ زمن بعيد كانت السيول تجرف اجزاء كاملة من قريتنا وتعرض حياتنا للخطر. وفي كل موسم أمطار يتعرض لمجتمع المحلي لعاصفة أمطار غزيرة والتي لها أثار كارثية على بيوتنا والزراعة والثروة الحيوانية والبنية التحتية للمدارس وقدرتنا على الوصول إلى مراكز الرعاية الصحية في أوقات الحاجة. وكان قد تعرض الناس للغرق وانجرفت الاغنام بعيدا. وإن لم تتم السيطرة على السيول، فإنها سوف ترتفع وتزداد قوة " - أحمد الصنافي

الصنافي البالغ من العمر 55 عاما من مديرية طور الباحة، محافظة لحج. الصور عن طريق: برنامج الأمم المتحدة الانمائي


قصة أحمد
الصنافي البالغ من العمر 55 عاما واب لتسعة أطفال يعمل في الإدارة المالية لدى مكتب التربية في مديرية طور الباحة.  ومن منزله المتواضع في قرية الصميته، يخشى على سلامة عائلته ويواجه العديد من التحديات كل يوم بسبب ندرة المياه الصالحة للشرب وعدم وجود موارد الرعاية الصحية.

 خلال موسم الامطار، تهطل الامطار الغزيرة والفياضات ويزداد منسوب المياه الراكدة إلى ما يزيد عن 3 متر فوق مستوى سطح الأرض. ومع مرور كل موسم أمطار، تكون المدرسة الوحيدة في المنطقة والعديد من المنازل والكثير من الاراضي الزراعية في المنطقة عرضة للانجراف أو الدمار. وما يدعو للاسى، فقد تعرض عدد من أفراد المجتمع للغرق لأنهم لم يتمكنوا من الهروب من الفيضانات في الوقت المناسب. 

صور تبين الأضرار الناجمة عن السيول. الصور عن طريق: برنامج الأمم المتحدة الانمائي


ومن المفهوم هو أن اولئك الذين لم يتمكنوا من القيام بذلك، غادروا القرية بحثا عن مؤاء في مناطق أكثر أمنا - مخلفين أثرا هائلا على الاقتصاد المحلي وعلى زراعة قصب السكر والشعور بالسلامة العامة.  

وكان هذا السبب هو الذي دفع أحمد العاطل عن العمل أن يصبح عضوا في لجنة حماية الاراضي والتي تم تأسيسها بدعم من مشروع الأشغال العامة (PWP) من خلال منحة من KSRelief - بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة (UNDP).  وتساعد هذه المبادرة المجتمع المحلي في حماية البنية التحتية والاحتماء خلال موسم الامطار من خلال بناء جدران مغلفة بالبولي فينيل كلوريد ومجلفنة والتي تستمر لمدة تصل إلى 60 عاما.  

وكما يقول أحمد: "كنا نقوم بجمع التبرعات من خلال المبادرات المجتمعية، حيث كنا نجمع الأموال من السكان المحليين لبناء جدران حماية حول المناطق التي من المرجح أن تكون أكثر عرضة للانجراف، ولكنه كان مع ذلك حلا مؤقتا.  ويعتبر مشروع جدار الصد مشروعا جيدا جدا بالنسبة لنا، ونأمل ان تتاح لنا الفرصة لاستكمال العمل. وهذا يعني الكثير في هذا الوقت الذي ينعدم فيه الاستقرار الاجتماعي وفي ظل الجائحة العالمية، وذلك لأنه يمكن للسكان أن يشعروا بالتفاؤل نوعا ما تجاه المستقبل وذلك بأنهم تلقوا الدعم من قبل المجتمع الدولي."

وبعد تقديم الخطة الهندسية والمشاريع المعمارية لهذا المشروع، يبدأ المقاولون المحليون بالعمل فورا ولا تعود عليهم الفائدة فقط بأنهم يقومون بحماية مجتمعاتهم المحلية، ولكن ايضا يحصلون على فرص عمل قصيرة الأجل. ونفس أفراد المجتمع الذين كانوا قد تركوا مناطقهم بسبب انعدام السلامة، عادوا مجددا ليستعيدوا اراضيهم والمساهمة مرة اخرى في المجتمع والاقتصاد المحلي. 

جدران الحماية. الصور عن طريق: برنامج الأمم المتحدة الانمائي


البحث عن حياة طبيعية
الهم على مقبل الصماتي ليترك التقاعد ويمضي قدما في دعم مجتمعه المحلي ويكون بمثابة قدوة لأبنائه العشرة، وذلك بالعمل كمشرف على مشروع العناية بالتربة في قرية الهفاش حيث يعيش أحمد أيضا. ويثني على مقبل على المشروع لأنه "استعاد الراحة والاحساس بالانتماء إلى المجتمع بين الناس والذين بدأوا يمارسون حياتهم الطبيعة من جديد."   

غلى مقبل الصماتي / الصورة عن طريق: برنامج الأمم المتحدة الانمائي


وعلى الرغم من أن المشروع لم يلبي جميع احتياجات المجتمع المحلي بسبب نقص التمويل، فإن اعادة التأهيل حتى الآن والرفاه المجتمعي يعدان بمستقبل واعد. والحقيقة هي أنه بدون جدران الصد، فإن على يخشى "أن نصف القرية قد ينجرف مع السيول."

 ومع ذلك، فإن هناك الكثير من الأعمال التي ما يزال يتعين القيام بها لحماية السكان وتوفير دخل مستدام لهم واستعادة ثقتهم بأنها ستظل أمنه. وكانت الحرب الأهلية الدائرة في البلاد قد خلفت ما يقدر بـ 24 مليون شخص (أكثر من 80 في المائة من السكان) في حاجة للمساعدات الانسانية والتنموية التي تزداد سوءا فقط جراء جائحة كوفيد - 19.

 ويعود الفضل للمنحة المقدمة من المملكة العربية السعودية مع نهاية شهر مايو 2020 والتي استفاد منها أكثر من 231,100 فرد من افراد المجتمع جراء اعادة التأهيل للبنية التحتية الاساسية التي تم تحديدها كأولوية من قبل المجتمعات المحلية ذاتها، مثل اولئك الذين يعيشون في منطقة الهفاش. وهذا بدوره عزز امكانية الوصول إلى الطرق والمساكن الأمنة والحصول على مياه نظيفة صالحة للشرب - والمساهمة في رفاهية المجتمع المحلي ومنع انتشار الكوليرا وفيروس كوفيد - 19.