شباب منتجون ومشاريع ناجحة

3 أبريل 2022

يشهد اليمن أزمة اقتصادية خانقة ناجمة عن الحرب الدائرة، وكانت قد أجبرت هذه الأزمة العديد من الناس على ترك وظائفهم، مما جعلهم غير قادرين على إعالة أسرهم وأطفالهم؛ كما أدى تأثير جائحة كوفيد-19 إلى تقليص فرص العمل.

ومع تزايد عدد الأشخاص الذي هم بحاجة للمساعدة، استجاب مشروع تدريب ودعم المهارات المهنية والتجارية (VBSTS) التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن (UNDP) من خلال تقديم دعم بالغ الأهمية. ويقدم المشروع للشباب اليمني في محافظتي حضرموت ولحج المهارات المهنية والتجارية التي يحتاجونها لتأسيس حياتهم المهنية والحفاظ عليها.

ممثل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال من بين زوار آخرين في بازار مشروع تدريب ودعم المهارات المهنية والتجارية الذي تم تنظيمه في مديرية تبن بمحافظة لحج. | الصورة لـبرنامج الأمم المتحدة الانمائي/2022

وبتمويل سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية KSrelief))، يتم تنفيذ المشروع من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر(SMEPS)، وعلاوة على ذلك، يتمثل الدعم في التعريف بالمنتجات التي طورها المتدربون إلى السوق المحلية لمساعدة رواد الأعمال الشباب على تنمية أعمالهم.

ممثل مركز الملك سلمان للإغاثة يشيد بجودة منتجات متدربي النسيج والنول اليدوي خلال البازار الذي نظمه المشروع في تبن بمحافظة لحج. | الصورة لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي/2022.

وبهذا الصدد، نظم المشروع مؤخرا بازار لتسويق منتجات رواد الأعمال الشباب التي ينتجها المشاركون من مديرية تبن (محافظة لحج) بعد أن أكملوا التدريب وتلقوا منحاً عينية لمساعدتهم على إنشاء مشاريعهم وتحسينها.

جمعة سيف صالح، احدى المتدربات على إنتاج مواد غذائية ومتخصصة في إنتاج المخللات. | الصورة لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي/2022.

تقول جُمعة سيف، المتدربة في مجال تجهيز الأغذية: "لقد غير التدريب المهني حياتي للأفضل؛ حيث اكتسبت خبرة ومهارة وتلقيت من المشروع منحة عينية بقيمة 700$. وأضافت قائلة: "بأن المنحة غطت تكلفة شراء المعدات المطلوبة للبدء في عملي الخاص والذي سيوفر لي المال وسيساعدني على الاعتماد على ذاتي ومساعدة الآخرين." 

جُمعة هي واحدة من العديد من النساء اللواتي يعشن في ظروف صعبة دون وظيفة تقليدية، وحصلت على فرصتها للتدريب والدعم واعدّت مجموعة متنوعة من الخضروات المخللة التي تصنعها في المنزل. وتوفر هذه المنتجات دخلاً كافيا يغطي احتياجات أسرتها. وتُعٍد جمعة في الوقت الراهن مجموعة واسعة من المخللات بما في ذلك مخلل اليمون ومخلل الخيار ومخلل الجزر ومخلل التمر الهندي ومخلل المانجو.

مجموعة من المتدربات في مجال التصنيع الغذائي يعرضن منتجاتهم في البازار. | الصورة لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي/2022.

يقول عبد الباري عمر، ضابط المشروع لدى وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر، الشريك المحلّي المنفّذ لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، "بالإضافة إلى التدريب المهني الذي تم تحديده وفقًا لتخصصات المشاركين، تلقى الشباب تدريبًا قيماً في مجال الأعمال والمهارات الإدارية، بالإضافة إلى كيفية تطوير المشروع، ووضع الخطط لبدء مشاريعهم الخاصة ".

ويساعد المشروع الشباب في المشاريع الريادية، ويساعدهم على تطوير أفكارهم، بالإضافة إلى تدريبهم في مجال إالأعمال التجارية بينما يكتسبون مهارات جديدة. ويقول عمر: "إن الهدف من البازار هو الترويج لمنتجات المستفيدين وتعريفهم ببعضهم البعض وربطهم بالأسواق المحلية حتى يتمكنوا من تسويق وبيع منتجاتهم ومواصلة تنمية مشاريعهم".

عبد الهادي عزّي، احد المتدربين في مجال المنسوجات والملابس اليدوية، يعرض في البازار المعاوز التي صنعها. | الصورة لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي/2022.

يقول عبد الهادي عزي: "عملت في حياكة المعاوز منذ كنت طفلاً، لكنني كنت بحاجة إلى تعلم المهارات الإدارية والخوض في الجانب التقني من العمل بصورة أكبر." ويضيف: "تعلمت كيفية التعامل مع أعطال الآلات وكيفية إصلاحها، وتلقيت لوازم خياطة بقيمة 750 دولارًا." وكانت طريقة تدريب وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر قد غيرت الطريقة التي ينظر بها عزّي إلى مشروعه. فهو الآن ينمّي أعماله وقد تنوّع في منتجاته لتشمل أنواعًا مختلفة من المعاوز.

يتحدث عمر السماطي، مدير وحدة النازحين في محافظة لحج، عن أهمية المشروع في تطوير اعتماد المرأة الريفية على نفسها اقتصاديا فيقول: "يلعب المشروع دورًا مهمًا في تنمية قدرات المجتمع بدلاً من الاعتماد على دعم المنظمات الخيرية. ذلك ان المشروع يدعم بشكل مباشر الاستدامة لأن الفوائد تستمر حتى بعد انتهاء المشروع. ويعتمد على قدرة المشاركين على تطوير مشاريعهم وتسويق وبيع منتجاتهم للحصول على دخل مستدام يساعدهم على توفير احتياجاتهم".

متدربات على تجهيز الأغذية يسوّقن منتجاتهم في البازار. | الصورة لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي/2022.

ويعد المشروع حيويا بصفة خاصة للأسر الفقيرة وذات الدخل المنخفض، ولا سيما تلك التي تعاني من ارتفاع الأسعار وتدهور الظروف الاقتصادية وانقطاع صرف المرتبات. ويقول محسن السقاف، مدير عام مديرية تُبن، "يمكننا أن نرى اليوم نتائج المشروع في العديد من المهارات المهنية التي اكتسبها المتدربون في مجالات مختلفة، بما في ذلك تجهيز الأغذية. فجميعهم قدموا منتجات عالية الجودة ستنعكس بشكل إيجابي على المجتمع بأكمله وستساعد في ضمان حياة كريمة لهم."

تقول ناظرة محمد، وهي متدربة في مجال تجهيز الأغذية، "لقد اكتسبت خبرات متعددة وتعلمت كيفية صنع المخللات والمعجنات، وتمكنت من إنشاء مشروعي الخاص. وها أنا الآن اساعد عائلتي ومنتجاتي تُباع بشكل جيد."

ولا تختلف حياة هدى عبدو كثيرًا عن زميلتها ناظرة، فهي أيضًا متدربة على تجهيز الاغذية وكانت تصنع المخللات في منزلها. "التحقت بالتدريب وتعلمت كيفية تحديد احتياجات السوق وطرق التسويق لتأسيس عملي وتنميته." وتضيف: "تلقيت منحة عينية بقيمة 700$ دولار أمريكي لشراء الأدوات والمواد الخام اللازمة. ولا أقوم في الوقت الراهن بدعم عائلتي وحسب، بل استطيع ايضاً توفير بعض المال للالتحاق بالجامعة."

هدى عبد الله، احدى المتدربات على تجهيز الأغذية، في البازار مع مجموعة مختارة من مخللاتها. | الصورة لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي/2022.

 

***

يتم تمويل مشروع تدريب ودعم المهارات المهنية والتجارية من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية (KSrelief) ويتم تنفيذه بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ووكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر (SMEPS))، ويساعد المشروع الذي تبلغ تكلفته 3,000,000 دولار على تحسين سبل كسب العيش في اليمن والوصول إلى الخدمات الإنتاجية من خلال توفير التدريب والدعم في مجالات الأعمال التجارية الزراعية وتجهيز الأغذية والمنسوجات ومنسوجات النول اليدوي، بالإضافة إلى المهارات التقنية (النجارة وصيانة السيارات والهواتف المحمولة والأجهزة). كما أن المشروع يقدم للمشاركين في المشروع التدريب على التخطيط للمشروع وإدارته