برامج تدريب السجناء تبعث فيهم الأمل وتنير جزءاً مهماً في حياتهم

27 سبتمبر 2020

في السجن ، العزلة مع القليل من الشتات قد تكون مرهقة جداً. رغم التفكير بالحياة وحيداً وبعيداً عن العالم و بين أربعة جدران خلف قضبان السجن يظل لدى السجناء أمل ضئيل في المستقبل. كل يوم نفس الشيْ.

محمد متدرب في صيانة الموبايل | الصورة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن

 

في منتصف العشرينات من عمره، وجد محمد نفسه في سجن المنصورة المركزي في عدن. في مواجهة قضية جنائية شعر محمد بأن أحلامه قد تلاشت و توقفت كل طموحاته وآماله.

برفقة ما يقرب من 600 نزيل، أمضى محمد وقته في النوم والجلوس مكتوف الأيدي، يتذكر  أن دراسته الجامعية قد فاتت عليه وأنه متأخر جداً في الدراسة.

مثل اشخاص كثيرين آخرين، دفع الفقر محمد نحو النشاط الإجرامي. مع توفر خيارات وظيفية مهنية محدودة، شعر أنه يتعين عليه اتخاذ أشياء خطيرة فقط من أجل إعالة نفسه وعائلته.

اليوم، بدأ محمد يدرك أن هناك خيارات عمل متعددة في الصناعات التي لم يفكر فيها أبداً. يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن ومؤسسة السجين الوطنية - وهي منظمة مجتمع مدني متخصصة في إصلاح السجناء ودمجهم في المجتمع - على إدخال حياة جديدة في السجون وإلهام السجناء لتعلم المهن الجديدة للمساعدة في التوظيف بعد إطلاق سراحهم.

التحق محمد مؤخراً بدورة صيانة الهواتف المحمولة، وهي واحدة من 24 دورة تدريبية تم تقديمها ضمن مشروع تعزيز الأمن والحماية على المستوى المحلي في منشآت إصلاحية عدن والمكلا. يهدف المشروع ، الأول من نوعه في اليمن، إلى إعادة إنسانية السجناء وضمان قدرتهم على المساهمة بشكل إيجابي في المجتمع بعد الإفراج عنهم.

رامي سالمين، مدرب الدورة وماجستير في العلوم الالكترونية | الصورة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن

من الناحية الإحصائية، ثبت أن التعليم والتدريب يقللان بشكل كبير من نسبة السجناء الذين يرتكبون جرائم جديدة بعد الافراج عنهم و يعودون إلى السجون مرة اخرى. يشارك هؤلاء المتدربون في دورة متكاملة مدتها 120 ساعة على مدى شهر ونصف - معظمها في التطبيق العملي.

يوضح محمد "التحقت بدورة صيانة الهاتف المحمول لتحسين وضعي. أهم شيء هو أن أتمكن من العثور على مصدر دخل بعد خروجي من السجن". ويضيف محمد "في السجن ، تعلمت ما لم تتح لي الفرصة لتعلمه في الخارج. تمثل هذه الدورة بوابة مهمة بالنسبة لي للحصول على وظيفة بعد الإفراج."

ولكن ليس فقط فرص العمل هي التي تجلب الأمل للسجناء، فإن الإلهام وعودة الامل من بعد تجربة مظلمة عادةً له تأثير نفسي إيجابي على الكثيرين. بالنسبة لمحمد ، تحول الألم إلى أمل ، وتحول اليأس إلى فرح.

المتدربون يستمعون عن كثب في الصف بينما يقدم المدرب رامي | الصورة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن

 

***

يتم تنفيذ هذا المشروع من خلال برنامج سيادة القانون التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، والذي يهدف إلى دعم السكان المحليين لخلق مستوى وظيفي من الأمن والاستقرار مع منع المزيد من التدهور ، ووضع الأسس للمبادرات المستقبلية عندما تسمح الظروف بذلك. يعمل البرنامج على دعم السلامة والأمن والحماية والوصول العادل إلى العدالة على المستوى المحلي.