الاستثمار في شباب اليمن، استثمارٌ في مستقبلنا

20 فبراير 2022

تعتبر ريادة الاعمال الشبابية مهمة للغاية لتحقيق الانتعاش الاقتصادي لليمن- لا سيما مع استمرار التحديات الاقتصادية وتدهور الظروف المعيشية في جراء الصراع القائم.

ينفذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) العديد من المشاريع لمساعدة الشباب اليمنيين الذين يعيشون في المناطق الريفية على تحسين مهاراتهم في مجال ريادة الأعمال وبدء مشاريعهم الخاصة. ويعد مشروع تدريب ودعم المهارات المهنية والتجارية أحد تلك الجهود الرائدة التي تمد الشباب في الريف بمجموعة من المهارات المهنية والتقنية والتجارية. فمن خلال التشجيع على ريادة الأعمال بين الشباب، يزيد المشروع من فرص توظيفهم ومشاركتهم الفاعلة في إحداث التعافي الاقتصادي المحلي.

المتدربون خلال دورة التدريب المهني التي اقيت في المكلا بمحافظة حضرموت. مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن / 2021.

وكاستجابة للأزمة القائمة في اليمن، أقام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالشراكة مع وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر (SMEPS) وبتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (KSrelief) برنامج تدريبي في مديرية الريدة وقصيعر بمحافظة حضرموت. وقد سعى البرنامج إلى تزويد المشاركين فيه بالمعرفة النظرية والعملية المتعلقة بالأعمال التجارية والحرف التي يختارونها. ويساعد هذا التدريب الشباب على اكتساب المهارات اللازمة لبدء مشاريعهم التجارية الخاصة والحفاظ على استمراريتها. كما أنه ييسر عملية النمو الاقتصادي ويعزز ثقافة ريادة الأعمال في المجتمع.

يُعلّق نواف الجريري، أحد المتدربين في البرنامج، بقوله "كانت المعلومات والمهارات التي تعلمتها خلال دورة إدارة الاعمال ومهارات تجهيز الاغذية مفيدة للغاية، ومن المؤكد ان منحة المشروع ستساهم في تحسين مشروعي وزيادة عائداته المالية. كما سيوفر مشروعي فرص عمل لأفراد عائلتي ومجتمعي." ويضيف نواف أنه حصل على بعض المعدات والأدوات الضرورية من تلك المنحة.

ثامر، متدرب في الصناعات الغذائية يقوم بإعداد معجون الطماطم كجزء من التدريب المهني الذي عقد في مديرية الريدة وقصيعر بمحافظة حضرموت. | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن / 2021

تشير فاطمة باحشوان، احدى المتدربات على تصنيع الأغذية، إلى أنها "... اكتسبت الكثير من المهارات ووسعت معرفتها بمهنتها" وتضيف قائلة: "المنحة ستحسن عملي وتساعد على زيادة دخلي." فاطمة شغوفة بمشروعها في مجال منتجات الألبان وتخطط لتوسيعه والحفاظ على استدامته وفتح متجرها الخاص لمنتجات الألبان.

هذا ويشمل التدريب المهني الذي قدمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر العديد من المجالات بما في ذلك تصنيع الأغذية، والنجارة، ومهارات المنسوجات والنول اليدوي،  وصيانة شباك الصيد، وخدمات صيانة السيارات والهواتف والأجهزة المنزلية.

تقول عائشة باوزير، إحدى المتدربات في مجال تجهيز الأغذية: "كان التدريب المهني - بجزئية النظري والعملي - هو نقطة انطلاقي في مجال ريادة الأعمال. فقد اكتسبت المعرفة والمهارات اللازمة لإدارة المشروع والحفاظ على استدامته." وتضيف عائشة: "يمكنني الآن بدء مشروعي الخاص بصناعة الزبادي والمخللات فقد وفرت لي المنحة الأدوات اللازمة لعملي". تأمل عائشة أن يستمر مشروعها في النمو حتى تتمكن من مساعدة أسرتها. كما انها ترغب في استخدام الأرباح لدفع رسوم تعليم أطفالها وتوفير حياة أفضل لهم.

متدربتان على الصناعات الغذائية خلال دورة التدريب المهني في الريدة وقصيعر بمحافظة حضرموت. | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن / 2021

ولا تقتصر مساعدة هؤلاء الشباب على إنشاء مشاريع تجارية مستدامة على تأمين الدخل لأسرهم وحسب، بل وتعتبر استكمالًا للجهود المبذولة لتعزيز سبل العيش مما سيساهم في إحداث الانتعاش الاقتصادي في البلاد.

يقول أمين سالم، أحد المتدربين على النجارة "لقد وسع التدريب معارفي وساعدني على تطوير مهارات جديدة. يمكنني الآن إدارة ورشة النجارة الخاصة بي بكفاءة. أنا الان مصمم على تطوير عملي حتى أصبح رائداً في هذا المجال ولقد بدأت بالفعل بتلقي عروض جيدة للعمل في مجال النجارة وصناعة الأثاث. تشمل المنحة التي تلقيتها الحصول على معدات ومواد ضرورية لأداء عملي. وكل هذا سيكون له تأثير كبير على تحسين دخلي وظروف معيشتي "

يتلقى جميع المشاركين اسساً نظرية في مجالاتهم المختلفة كمرحلة أولى من البرنامج. ثم يتقدمون إلى التدريب المهني والتقني، حيث يجري تدريبهم على يد عدد من المدربين ذوي الخبرة المهنية في مجالات تخصصهم. وفي المرحلة النهائية، يضع المشاركون خططاً لمشاريعهم ويجري دعمهم بالأدوات والمعدات الضرورية واللازمة لوضع كل ما تعلموه حيز التنفيذ.

متدربو النجارة خلال دورة التدريب مهني في مديريتي الريدة وقصيعر بمحافظة حضرموت. | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن / 2021

يصف أنس سعيد بن فرج وهو أحد المتدربين على صناعة شباك الصيد وضعه المالي بالصعب للغاية قائلًا: "كنت عاطلاً عن العمل وواجهت صعوبات عدة اثناء عملي. لقد ساعدني البرنامج على الحصول على عمل وكسب الرزق. لقد قمت بوضع خطة لمشروع شباك الصيد الخاص بي بمساعدة مستشاريّ الأعمال.  لقد حصلت على عمل الآن وأصبح بإمكاني توفير احتياجات عائلتي".

متدربون على شباك الصيد خلال التدريب المهني في الريدة لقصيعر بمحافظة حضرموت. | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن / 2021

يوضح شاكر محمد، أحد المتدربين في مجال ميكانيكا السيارات، أن البرنامج التدريبي مثّل علامة فارقة في حياته فقد طور من مهاراته في مجال صيانة السيارات. ويضيف شاكر قائلاً: "المنحة التي تلقيتها ستساعدني على شراء معدات جديدة وحديثة لتطوير العمل في ورشتي". لا يُخفي شاكر تصميمه على تطوير مشروعة؛ خاصة وأن هناك طلبًا متزايدًا على خدمات صيانة السيارات.

شاكر محمد مع زملائه يقومون بفحص سيارة أثناء تدريبهم المهني في الريدة وقصيعر بمحافظة حضرموت. | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن / 2021

تقول سهام محروس، وهي متدربة على صناعة النسيج: "أنا شغوفة بالنسيج وأريد أن أبدأ مشروعي الخاص بصنع المعاوز. ان هذا التدريب هو خطوتي الأولى نحو تحقيق حلمي فقد زودني هذا التدريب بمهارات إدارة الاعمال التي احتاجها." وتضيف سهام: "إن هذا المشروع سيغير حياتنا وسيرفع من مستوى معيشتنا."

متدربات على النسيج والنول اليدوي أثناء التدريب المهني في الريدة وقصيعر بمحافظة حضرموت. | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن / 2021

***

يتم تمويل مشروع تدريب ودعم المهارات المهنية والتجارية من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (KSrelief) ويتم تنفيذه بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ووكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر(SMEPS). ويساعد المشروع الذي تبلغ قيمته 3،000،000 دولار أمريكي في تحسين سبل العيش والوصول إلى الخدمات الإنتاجية من خلال توفير التدريب والدعم في كل من: الأعمال الزراعية وتجهيز الأغذية، والمنسوجات والنول اليدوي، بالإضافة إلى المهارات الفنية (النجارة، وصيانة السيارات والهواتف المحمولة والأجهزة). كما يوفر المشروع للمستفيدين التدريب اللازم على تخطيط الأعمال وإدارتها.