تحسين مستوى الخدمات الصحية من خلال إعادة تأهيل مستشفى محمد الدُرّه

18 يونيو 2020

غرفة العمليات الجديدة بمستشفى الشهيد محمد الدرة. | مصدر الصورة: الصندوق الإجتماعي للتنمية - اليمن


أدت النزاعات المسلحة التي طال امدُها في اليمن إلى شحّة الموارد المالية للبلاد وانهيار الخدمات العامة بما في ذلك الرعاية الصحية. وتعتمد مرافق الرعاية الصحية المتبقية بشكل كبير على دعم ومساعدة المنظمات المحلية والدولية.

يُعتبر مستشفى الشهيد محمد الدرة مثالاً على المستشفيات ذات الموارد المحدودة والإقبال الشديد للمستفيدين من خدماته. ولتلبية الحاجة المتزايدة إلى جناح للعمليات، قامت إدارة المستشفى بتحويل غرفتين من غُرف المرضى إلى غرفة عمليات. وبالرغم من عدم امتثال غرفة العمليات للمعايير الطبية ومحدودية الدعم المتوفر للمستشفى، إلا أنه يخدم ما يقرب من 67,000 شخص.

وقد واجهت غرفة العمليات المُرتجلة في المستشفى العديد من المشكلات مما أدّى إلى خروجها عن الخدمة من وقت لآخر. فعلى سبيل المثال، تعرضت الأرضية إلى التشقق مما تطلب كمية كبيرة من المعقمات. كما أن التسريب الناتج عن نظام الصرف الصحي للطابق العلوي إلى غرفة العمليات كان يتسبب بإيقاف العمليات الجراحية لعدة أيام وإحالتها إلى المستشفيات الأخرى بالعاصمة. أما نوافذها الغير محكمة وابوابها الخشبية فقد كانت تسمح بدخول الغبار باستمرار فيجعل من الصعب حفظ الأدوات الجراحية والمعدات الطبية في غرفة العمليات معقمة.

ولضمان تحسين خدمات الرعاية صحية في مستشفى الدرة- ومرافق الرعاية الصحية الأخرى- يقوم الصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD) بتنفيذ مشروع الحماية الاجتماعية (SPCRP) المُمول من الاتحاد الأوروبي بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNPD).

الجدير بالذكر، أن مستشفى الدرة أصبح يتصدّر المستشفيات في المنطقة بعد الإنتهاء من إعادة تأهيله. فقد تم تجديد غرفة العمليات بالكامل وتأثيثها وتجهيزها بجميع الأدوات اللازمة بما في ذلك جهاز تعقيم جديد. كما تم إزالة النوافذ القديمة واستبدالها، كما استُبدلت الأرضيات والأبواب الخشبية القديمة ببلاط أرضيات مضاد للبكتيريا وأبواب من الألمنيوم. وتم تزويد المستشفى بما يكفي من اسطوانات الأكسجين لمعالجة مشكلة النقص في الاسطوانات. ويجدر الإشارة إلى أن المستشفى يستقبل الكثير من الحالات المرضية أغلبها من النساء والأطفال، كما أجرى أكثر من 653 عملية جراحية في الربع الأخير من العام 2019 فقط.

***

يُموّل الإتحاد الأوربي مشروع الحماية الاجتماعية (SPCRP) في اليمن ويُنفّذه بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)  والصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD). ويساهم مشروع الحماية الإجتماعية، الذي تبلغ تكلفته 28 مليون دولار أمريكي، إلى تعزيز القدرة الشرائية للمجتمعات الضعيفة مع استعادة البنية التحتية المجتمعية وتحسين الوصول إلى الخدمات الرئيسية وتقديمها من خلال توفير فرص عمل مؤقته، وتوفير معدات الطاقة الشمسية وإعادة تأهيل مرافق الرعاية الصحية، وبناء قدرات المجتمعات والسلطات المحلية.