تعزيز السلام والأمن من خلال تحسين الرعاية الصحية

22 أكتوبر 2019

يأمل محمد أن يصبح المختبر الذهبي رائدًا في صناعة منتجات التنظيف والعناية الشخصية.

لدى محمد إسماعيل رؤية - وهي أن بإمكان أفراد جيله تعزيز السلام من خلال الاستمرار في خدمة المجتمع وخلق فرص عمل في جميع أنحاء اليمن. إن تفاؤله هذا مسألة عزيمة وتصميم وليس مجرد سذاجة، لأنه صمد أمام ظروف قاسية.

يعيش محمد وعائلته في مديرية حيس في اليمن، هو أبٌ لستة أطفال ويبلغ من العمر ٣٩ عاماً والثلاثين. وقد حصل على تعليم جيد فقد نال درجة البكالوريوس في العلوم الصيدلانية في عام 2002 ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال في عام 2015. ويعمل الآن في صناعة المنظفات، وتصنيع منتجات العناية الشخصية في مشروعه التجاري "المختبر الذهبي". 

 

كان للأزمة الإنسانية في اليمن تأثير كبير على قطاع الرعاية الصحية، خاصةً فيما يتعلق بتقديم الخدمات. ولم تستثني الأزمة مختبر محمد فقد تأثر بشدة وانخفضت إيراداته بشكل حاد. بل إن خسائره في عام ٢٠١٧م دفعت المساهمين إلى مناقشة خيار إمكانية تصفية الشركة أو بيعها.

 

حيث يقول محمد: "لم نتمكن من تلبية احتياجات ومتطلبات السوق، لأننا لم يكن لدينا خط إنتاج يمكن أن يحل محل القوى العاملة التي نحتاجها لزيادة كمية الإنتاج".

في ظل تلك الظروف، قامت وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالإعلان عن بدء تنفيذ مشروع الطوارئ الذي تموله الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لدعم الأعمال التجارية ضمن جهودها الرامية إلى تحقيق الاستدامه. وبمجرد تأهله للمشاركة في البرنامج، توسعت الطاقة الإنتاجية للمختبر الذهبي ليصبح قادراً على إنتاج ٨٠٠ صندوق من المواد المصنعة يومياً، بينما كانت قدرته الإنتاجية في السابق لا تتجاوز الــ٥٠ صندوقاً. وفي حين أن مختبر محمد يحتاج الآن إلى عدد أقل من العاملين في قسم الإنتاج، إلا أنه خلق وظائف جديدة في أقسام المبيعات والتسويق.

يأمل محمد أن يصبح المختبر الذهبي رائدًا في صناعة منتجات التنظيف والعناية الشخصية. لا يزال متفائلاً ومرنًا على الرغم من المشكلات الإضافية مثل الاضطرابات الاقتصادية والتحديات المتعلقة بالحصول على إمدادات ثابتة من المواد الخام اللازمة للإنتاج نتيجة الحرب والأزمة الإنسانية في اليمن.

في حال تم توفير الدعم المالي والتقني للمؤسسات الرائدة في قطاع الرعاية الصحية – بما في ذلك خدمات التدريب والاستشارات على استمرارية الأعمال وحول كيفية تطوير وتنفيذ خطط عمل في ظل الأزمة الحالية – محمد يعتقد ان المزيد من الأشخاص الذين يمرون بمثل هكذا صعوبات وتحديات سيكونون قادرين من الاستفادة التي حصل عليها.

محمد على ثقة بأن جيله سيتعلم كيفية التغلب على الأزمات الناجمة عن الحرب والحفاظ على قيم التعاون من أجل إقامة بلد يمكن للجميع أن يعيشوا فيه بسلام وأن ينعم مستقبل اليمن بالأمن والاستقرار. 

***

بين سبتمبر 2016 ومارس 2019، عقد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي شراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD) و وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر (SMEPS)  لتنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن بتمويل ودعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (11,200,000 دولار أمريكي). بفضل هذه المساعدات، خلق المشروع  فرص عمل، واستعادة تقديم الخدمات الصحية والتعليمية الرئيسية ، وأنعشت القطاع الزراعي لصالح الأسر والمجتمعات المحلية المتضررة من الأزمة المستمرة في اليمن.