عائلات منطقة العمقة تطلق مشاريعها التجارية

20 فبراير 2018

بعض من القرويون يساهمون بتمويل المشاريع لبناء مضخات المياه في وادي العمقة وإصلاح قنوات السقاية واعادة تأهيل الاراضي الزراعية

عانت عائلات العقمة في مديرية موزع التابعة لمحافظة تعز من القتل والتشريد من منازلهم بعد ان اتسعت رقعة النزاع لتشمل قريتهم بداية عام 2016. وقد تسبب القتال في نزوحهم الى المناطق المجاورة دون مأوى او حماية. وبلغ معدل البطالة ضمن الفئة المهمشة للعمقة نحو 95%.

بعد هدوء الاوضاع في العقمة، لم يجد النازحون سببا يدفعهم للعودة الى منازلهم بعد المرارة التي تجرعوها والصعوبات التي تنتظرهم وظلوا حيث هم دون مساعدة او امان في مناطق كالبرح والمخا والمعافر. اهالي العقمة نموذج لـ 3.27 مليون نازح فروا الى مختلف مناطق اليمن طلبا للأمن.

بتمويل من البنك الدولي، يعمل برنامج الامم المتحدة الانمائي بالشراكة مع صندوق التنمية الاجتماعي عبر مشروع الاستجابة الطارئة للازمة في اليمن على بناء القدرة على الصمود للأسر والمجتمعات المحلية والتحمل والتكيف مع اثار الصراع في اليمن ومساعدتهم على الانعاش المبكر.

استجابة لهذه الاثار، وفرت فرص النقد مقابل العمل التي قدمها الصندوق الاجتماعي للتنمية حلولا تشجع النازحين على العودة الى مناطقهم ودعم سكان القرى. قرية العمقة في تعزما هي الا مثال يبين أثر التدخلات المساعدة على الانعاش المبكر واعادة تأهيل وسائلهم لكسب قوتهم مع توفير النقد للفقراء كي يحصلوا على احتياجاتهم الاساسية حتى تأتي هذه الوسائل اكلها.

قدم برنامج النقد مقابل العمل تدخلات طارئة بقيمة 500 دولار امريكي في العمقة، مما شجع 150 اسرة نازحة للعودة وإعادة إحداث بيئة مستقرة، اضافة الى مجموعة من المشاريع الفرعية المدرة للدخل شاركت فيها 510 اسرة وبهذا استلموا رواتبا لقاء عملهم، تم خلق بنية تحتية في القرية.

خميسة سلطان الارملة وتنتمي الى احدى المجتمعات المهمشة، عملت خميسة في المشروع وبدخلها تمكنت من شراء الطعام لأطفالها الثمانية، اضافة الى الدعم الاضافي الذي تلقته من منظمة أخرى الذي مكنها من شراء جمل. " اشتريت قمحا لأطفالي وجمعت المزيد من المال واشتريت جملا،" قالت خميسة. حاليا تستثمر الجمل لنقل الطعام والحطب والعلف لأهل القرية مقابل المال والحبوب.

يرى عضو لجنة المتطوعين في العمقة عبد الكريم موسى ان اغلب الاسر تفتقر الى الامن الغذائي، حيث يأكلون غالبا الخبز والشاي وقد اجبروا ابناءهم وبناتهم على ترك المدرسة لكسب قوتهم. لقد بدأ القرويون ولأول مرة بتمويل المشاريع لبناء مضخات المياه في وادي العمقة وإصلاح قنوات السقاية واعادة تأهيل الاراضي الزراعية. استخدم العديد من اهالي الاجمة النقود التي قدمها لهم الصندوق الاجتماعي للتنمية لزرع محصول البامية والقرع والخيار والطماطم والاعشاب والجرجير... الخ

أنفق ارباب الاسر المشاركون المبالغ التي حصلوا عليها على الطعام وغيرها من البضائع الاساسية، وقد استفاد اغلبهم من المشاريع العامة لحماية اراضيهم وحصادها وزراعة المحاصيل وكسب الاموال التي عززت من شعورهم بالاستقرار واشتروا ما يحتاجونه وفي بعض الاحيان تمكنوا من شراء الاصول المنتجة.

"لقد سئمنا الحياة البائسة والفقر المدقع ولكن حمدا لله، فاليوم لدي حديقة في منزلي نزرع فيها الخضار والخيار والبامية. في الماضي لم نكن نأكل الا الخبز والشاي او الخبز والسمك المجفف، اما الان فناكل البامية والبيض ايضا. سأوسع حديقتي لأطعم زوجتي واطفالي،" قال غانم احمد أحد مستفيدي المشروع والذي تمكن من زراعة حديقته