طريق عليافه: شريان حياة لـ ٢٣ ألف يمني بحاجة الى الوصول الى الخدمات العامة

11 فبراير 2021

أحد المواطنين يعمل ضمن العاملين في تعبيد طريق عليافة | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - اليمن/2020

في بلد مزقته الحرب، تضررت البنية التحتية بشدة، مما تسبب في صراع على الخدمات الأساسية، وحرمان الكثير من اليمنيين حق العيش حياة كريمة.

في مديرية الشمّايتين، محافظة تعز، يعاني السكان من وعورة التضاريس التي يتوجب عليهم عبورها للوصول الى الأسواق، والمرافق الصحية والتعليمية.

" لقد عانينا كثيرا بسبب وعورة طريق عليافه. للأسف، تضررت المرأة أكثر من غيرها" الهام المذحجي، ابنة المذاحج والبالغة من العمر واحد واربعون عاماً تتكلم عن المعاناة التي سببتها وعورة الطريق.

في أواخر ديسمبر من العام 2019، عانت ورد – ام لعشرة أطفال– من نوبة قلبية مفاجئة. كانت حالتها الصحية حرجة للغاية وبحاجة الى مساعدة فورية، لكنّ أقرب مرفق صحي يبعد عن منزل العائلة حوالي 25 كيلو متر. لسوء الحظ لم يتمكن زوجها عبد الله من دفع تكاليف النقل التي وصلت الى 50 ألف ريال يمني (ما يعادل 86 دولار امريكي) فهم أسرة فقيرة لا تملك مصدر دخل منتظم.

طريق عليافة خلال ماحل التنفيذ | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - اليمن/2020

عاشت الأسرة حالة من الهلع المستمر خوفاً على حياة الأم، وأدركوا أنّهُ يتعين عليهم إيجاد حل بديل. اضطر أحدأبناء عبدالله الى حمل والدته على نقالة خشبية في سباق مع الزمن لإنقاذ حياتها. هرع القرويون للمساعدة، ولكن لم يكن نقل ورد الى المستشفى مريحاً أو آمناً، لقد عانوا كثيراً كون الطريق الأقرب الى المستشفى – طريق عليافه – وعرة للغاية.

خسرت ورد معركتها أمام المرض وفارقت الحياة قبل ان تصل الى المستشفى. " لو كان الطريق ممهداً لوصلنا الى المستشفى بشكل أسرع ولتمكنا من انقاذ حياة زوجتي" هكذا قال عبدالله.

منذ عام 2019، نفذ البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي في اليمن (الصمود الريفي 2) العديد من التدخلات التي تدعم المبادرات المجتمعية والمجالس التعاونية القروية، التي بدورها قامت بإعداد خطط الصمود المجتمعي وفقاً لاحتياجات المجتمعات المستهدفة. في مديرية المذاحج على وجه الخصوص، كان مشروع إعادة تأهيل طريق عليافه ذا أولوية لسكان المنطقة، تم إعداد خطة المشروع من قبل 11 عضو (8 رجال و3 نساء) من لجان التنمية المجتمعية التي تم انشاؤها على مستوى العزل.

محمد هبة، أخصائي مكون الحكم المحلي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، يتحدث عن التدخل قائلاً: " هذه التدخلات ناتجة عن التخطيط التشاركي، فهي ذات أهمية كبيرة كونها تلبي احتياجات المجتمعات المستهدفة."

أحد المواطنين يعمل ضمن العاملين في تعبيد طريق عليافة | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - اليمن/2020

بفضل الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي، وبالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية، خُصصت ميزانية تُقدّر بـ 20 ألف دولار امريكي لإعادة تأهيل500 متر من طريق عليافه. سيساعد هذا التدخل في ضمان عدم تعرض أي اسرة للمعاناة التي مرت بها ورد.

يوضح سعيد قاسم، مدير أحد مدارس عزلة المذاحج، أهمية التدخل قائلاً: " مشروع رصف طريق عليافه يمثل أولوية قصوى، فهو شريان حيوي يربط القرى بمركز المديرية، ويسهل وصول حوالي 23 ألف شخص الى المناطق المجاورة." وختم كلامه قائلاً: " عملية الرصف تجري على قدمٍ وساق، وهناك حاجة الى مزيد من الدعم لاستكمال إعادة تأهيل طريق عليافه."

***

قام الصندوق الاجتماعي للتنمية - بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن (UNDP) – بإنشاء وإعادة تفعيل 72 من المجالس التعاونية القروية، و12 لجنة من لجان التنمية المجتمعية التي تم انشاؤها على مستوى العزل في مديرية الشمّايتين، محافظة تعز. الى جانب ذلك، تم دعم تسع مبادرات مجتمعية، نتجت عن تعبيد 2400 متر من الطرق الوعرة هناك.

يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركاؤه المحليون العديد من المبادرات المجتمعية التي تستفيد من الموارد المتاحة من أجل استعادة وتحسين تقديم الخدمات الأساسية إلى المجتمعات المستفيدة. تم تنفيذ هذه الأنشطة كجزء من تدخلات البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي في اليمن (الصمود الريفي 2) بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD) وبتمويل ودعم سخي من الاتحاد الأوروبي والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي.