سيدات مسنات يتغلبن على المصاعب يحدوهن الأمل بمستقبل أفضل في ظل الحرب في اليمن

6 مارس 2020

تعمل فاطمة بكد حتى تتمكن من تأمين مُعلم خاص لمساعدة حفيدها في تعليمه


 لقد تدمرت الكثير من البنى التحتية المدنية خلال الصراع الدائر في اليمن.
و قد أعاق الصراع بشدة الإنتاج الزراعي والتخزين والتوزيع للمواد الغذائية والسلع الأساسية. فقد الآلاف من الناس وظائفهم وعانوا من شحة الأدوية والسلع الإستهلاكية الأخرى. ومما تبقى، تشهد الأسعار تضخماً وصل إلى درجة عدم قدرة الناس على تحمل تكاليف مستلزمات الحياة الأساسية.

وللحرب في اليمن تأثيراً مدمراً، بصورة خاصة، على فئة النساء والأطفال. على الرغم من أن لدى فاطمة المسلمي، البالغة من العمر 60 عاماً، 7 من البنات وولدين، لكنها تفتقر لسبل كسب عيش مستقرة. وتعتبرهي المُعيل الوحيد لحفيدها البالغ من العمر 14 سنة والذي يُعاني من إعاقات مختلفة.

قامت فاطمة برعايته بعد أن تركه والديه عندما كان في سن العاشرة من العمر كأحد أولادها في محلها الصغير الذي تستخدمه كمسكن لها ولحفيدها. ونظراً لإحتياجات حفيدها الخاصة وإعاقته الجسدية فهو لا يستطيع القيام بمهامه الأساسية بنفسه أو حتى الذهاب إلى المدرسة. وكان قد خضع حفيدها لثلاث عمليات جراحية عندما زار فريق طبي ألماني مدينة تعز منذ عدة سنوات مضت. وفي النهاية، أخبرها الأطباء بغياب الأمل في تعافي حفيدها وبأنه لن يتمكن من المشي على قدميه مجدداً.

وغالباً ما تستذكر فاطمة اللحظات الجميلة من حياتها عندما كان زوجها على قيد الحياة.

بعد موت زوجها، إضطرت فاطمة إلى العمل بعد وفاته بسبب غياب من يمكن أن تلجأ إليه. وتوضح فاطمة بحسرة قائلة، "أحب حفيدي وأفضله أكثر على أي من أبنائي الذين تركوني ولم يمدوا لي يد العون أو الإهتمام بما أحتاجه." 

تعمل فاطمة بكد لتضمن حياة كريمة وحتى تتمكن من تحمل نفقات إستقدام مُعلم خاص لمساعدة حفيدها في تعليمه. بحزن توضح فاطمة قائلة: "عَمِلتُ في تنظيف المنازل والحدائق والمدارس حتى أتمكن من توفير الإحتياجات الضرورية لحفيدي."

في الوقت الذي ساعدت هذه الأعمال فاطمة، كانت جلها أعمال مؤقته وتجعلها في بحث دائم عن الفرصة القادمة. وفي نهاية المطاف، عَلِمت فاطمة في برنامج النقد مقابل العمل الذي ينفذه الصندوق الإجتماعي للتنمية (SFD) بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن.

بتمويل ودعم من البنك الدولي، والشراكة بين  الصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ، ساعد مشروع الاستجابة الطارئة للإزمة في اليمن (YECRP) على الحد من الآثار السلبية للحرب على الأسر والمجتمعات المحلية. يقوم المشروع على زيادة الفرص المدرة للدخل وكسب سبل العيش للفئات الإجتماعية المستضعفة (بما في ذلك فئة الشباب والنازحون داخلياً والسيدات مثل حالة السيدة فاطمة)، حتى تصبح الأُسر أكثر قوة ولديها قدرة أفضل على التأقلم وعلى المساعدة والمساهمة في مجتمعاتها المحلية.

وعلى لسان فاطمة:

"لا يُعد العمل الذي أقوم به والمتمثل في رش البلاط عملاً شاقاً والمال الذي أُجنيه يساعدني في تلبية إحتياجات حفيدي والعناية بإحتياجاته اليومية."

كحال الكثير من السيدات اليمنيات، تأمل فاطمة في أن تضع الحرب أوزارها وأن تستعيد الحياة التي كانت تعيشها ذات مرة في الماضي. تمكنت فاطمة من خلال برنامج النقد مقابل العمل من التغلب على الصعاب والشعور بالأمل في مستقبل أكثر إشراقاً.

***

بتمويل وبدعم من البنك الدولي ، يتم تنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP) من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية  (SFD) و مشروع الأشغال العامة  (PWP) بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. يوفر هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار أمريكي حوافز اقتصادية عبر مشاريع النقد مقابل العمل واسعة النطاق، ودعم الأعمال التجارية الصغيرة، والمبادرات ذات العمالة الكثيفة المرتبطة بالمشاريع الاجتماعية والاقتصادية، مما يعود بالفائدة على الأسر والمجتمعات المحلية المتضررة من الأزمة المستمرة في اليمن.