التكيف أثناء الأزمات: كيف ساعدت مهارة الخياطة الكثر من الناس

6 أكتوبر 2020

إخلاص، 45 عامًا، استخدمت مهارات الخياطة الجديدة لبناء مشروع تجاري ودعم عائلتها | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

مع أصوات الات الخياطة و هي تعمل كطنين النحل, تجلس اخلاص وزملاؤها في ورشة الخياطة يعملةن على خياطة الكمامات والتي تحتاجها مجتمعاهم بشدة. 

في غرفة كبيرة في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج، جنوب اليمن، تعمل 10 نساء بلا كلل – لكن لم يكن انتاجهم الدائم هو الكمامات.

إخلاص، 45 عامًا، رائدة في الخياطة في حيّها. اكتسبت مؤخرا مهارات جديدة من خلال دورة تدريبية قصيرة، جعلت لها انامل بارعة مما اكسبها شعبية بين الجيران والأصدقاء الذين يطلبون منها صنع او اصلاح ملابسهم.

لم تتكمن إخلاص، التي تلقت تعليمها في مجال الكيمياء في الأصل، من العثور على عمل في هذا القطاع منذ التخرج. "لقد قمت بعدة محاولات للعمل في القطاعين الخاص والعام في مجال تخصصي، لكن محاولاتي لم تنجح. الأمور أصبحت أكثر تعقيداً بعد الحرب أردت مساعدة عائلتي ولكن دون جدوى.

قبل بضع سنوات، فرت اخلاص وعائلتها من منزلهم في محافظة تعز المجاورة هرباً من النزاع. كانت اخلاص، وهي تشعر بأنها محاصرة وغير مفيدة - وفي خضم ارتفاع معدلات البطالة - تبحث عن وسيلة لدعم عائلتها مالياً عندما تم اختيارها للانضمام إلى برنامج تدريبي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

والآن، تفخر بأعمالها، حيث تخيط ملابس النساء والأطفال ذات الألوان الزاهية، وزينت بزخارف مختلفة لإنشاء لوحات جميلة يمكن ارتداؤها لعملائها.


إعادة برامج التدريب المجتمعي

ونتيجة للصراع الذي طال أمده والتدهور الاقتصادي في اليمن، اضطر العديد من القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية إلى تقليص حجمها أو إغلاقها. وفي منطقة طور الباحة، شمل هذا المركز الحكومي لتنمية المجتمع والأسر المنتجة، الذي سبق له أن درب النساء على مجموعة متنوعة من المهارات الحرفية لمكافحة البطالة والفقر. وكانت ماكينات الخياطة بالمركز بالية وعفا عليها الزمن، ومن دون أموال لاستبدالها، تم إيقاف دورات الخياطة.

وإدراكاً للحاجة إلى إعادة برامج التدريب المجتمعية، عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي – بتمويل سخي من حكومة اليابان – مع مؤسسة بسمات أمل للتنمية الاجتماعية ومؤسسة العطا للإغاثة والتنمية لشراء آلات خياطة حديثة وتركيب نظام للطاقة الشمسية لتوفير طاقة موثوقة وبأسعار معقولة.

"بدأ المركز في استعادة دوره في التدريب والتأهيل. في بداية نيسان/أبريل 2020، انضمت لي  تسع نساء أخريات من المجتمع في دورة مدتها شهر واحد عن الخياطة. ثم حصلنا على أموال لشراء آلة الخياطة الخاصة بها وأدوات الخياطة والأقمشة لبدء عملنا الخاص". الآن لدي فرصة لمساعدة عائلتي مالياً.

نساء محليات من منطقة طور الباحة يتكاتفن لخياطة أقنعة الوجه التي ستساعد على حماية مجتمعهن من وباء COVID-19 | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

 

خلق الفرص خلال الأزمات

إن انتشار COVID-19 وحاجة المجتمع المحلي إلى أقنعة الوجه الواقية إلى جانب أسعارها الباهظة - بسبب ارتفاع الطلب وقلة العرض - دفعا السلطات في منطقة طور الباحة إلى التواصل مع مركز تنمية المجتمع والأسر المنتجة. كانوا بحاجة إلى الدعم لإنتاج أقنعة الوجه وتوفيرها للعاملين في مجال الرعاية الصحية ومسؤولي الإدارة العامة.

وبسبب إتقانها مهارات الخياطة، تم توظيف "إخلاص" و"النساء اللواتي تدربن" التسع الأخريات للعمل في المركز. وفي غضون أيام قليلة، وصل الإنتاج إلى 5000 قناع في اليوم - وكلها جاهزة للتوزيع على مرافق الرعاية الصحية والمؤسسات الحكومية.

"إن التعاقد مع مركز التنمية المجتمعية والأسر المنتجة أفادني مالياً. تمكنت من تحقيق دخل إضافي، بالإضافة إلى الأموال التي أجنيها من أعمالي الصغيرة في صنع ملابس للنساء والأطفال"، كما تقول اخلاص, مبرزة إمكانات النمو التي ستحظى بها الآن، وذلك بفضل دعمها لإنتاج الأقنعة.

تخطط إخلاص لافتتاح مصنع صغير لتصميم و إنشاء فساتين نسائية، ومتجر لمشاركة عملها مع المجتمع والزبائن. بفضل هذه الإيرادات الجديدة، ستتمكن من تنمية أعمالها مع تزويد عائلتها وزوجها، من ذوي الأحياجات الخاصة، بالأساسيات من أجل حياة كريمة.

"أشكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وحكومة اليابان على ما دعمهما. آمل أن تستثمر جميع المنظمات العاملة في اليمن في الشباب وتدريبهم على تحسين دخل الأفراد والأسرة" كما تقول اخلاص، مُعربةً عن امتنانها.

***

وقد أمكن تنفيذ هذه الأنشطة من خلال مشروع سبل العيش والأمن ال في الانساني في اليمن. تساهم الصحة والسلامة في الاستقرار العام في المحافظات اليمنية من خلال تمكين المجتمعات المحلية من التعافي من النزاع من خلال تحسين سبل الحصول على سبل العيش والخدمات الأساسية والحماية وتدابير السلامة. يعمل المشىروع على إشراك اليمنيين على مستوى المجتمع المحلي لتحديد وإدارة فرص توليد الدخل المستدامة وإعادة تأهيل الخدمات العامة، ومساعدة المجتمعات المحلية على تحسين التماسك الاجتماعي ومنع نشوب الصراعات في المستقبل.