شعور النازحين في أبين بأنهم مستعدين بشكل أفضل لمواجهة التحديات المقبلة

20 فبراير 2018

يتحدث باسم في ورشة لإصلاح الهواتف المحمولة

باسم يسلم وعائلته كانوا ضمن أكثر من 190,000 شخص من الذين نزحوا من أبين عام 2011. "كان ذنبنا أننا نعيش في المكان الخاطئ،" قال باسم موضحا.

في عام2011 سيطر أنصار الشريعة – المعروفين باسم تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية – على معظم المناطق في أبين وبدأت حرب شرسة بينهم وبين الجيش الحكومي. أجبر الدمار الهائل في زنجبار، المدينة الرئيسية في أبين، باسم وعائلته على ترك منازلهم وأعمالهم للانتقال الى عدن للهرب من الموت خوفاً على حياتهم. عاش باسم كنازح مع والديه وأقربائه في غرفة واحدة في المدرسة. وفي ذروة النزوح، أصبحت 79 مدرسة ملجأ للنازحين.

بعد عشرة أشهر من النزوح، بدأ باسم يشعر باليأس. فلم يكن قادراً على مواصلة تعليمه في مجال المحاسبة ولم يتمكن من العثور على وظيفة. تمنى باسم ان يكمل دراسته الجامعية أو إكمال دورة الدبلوم.

أخبره صديقه بأن وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر (SMEPS) تقدم دورات مهنية في 14 تخصص كجزء من مشروع يدعى مشروع المساعدات الطارئة لنازحي أبين لإعادة سبل العيش والممول من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
قام باسم بتقديم استمارة الطلب الى إدارة المشروع وتمت مقابلته. تم اختياره وتسجيله في دورة صيانة الأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة. كانت الدورة قصيرة ولكنها مكثفة. بعد 40 يوم من التدريب، كان باسم محظوظاً لأنه وجد عملاً فور اكماله الدورة. كان العمل في ورشة لإصلاح الهواتف المحمولة. كان فخوراً وسعيداً جداً بعمله ويحصل على راتب شهري بما يقارب 250 دولار وهو ما مكنه من تغطية نفقاته وساعده في دعم عائلته.

بنهاية عام 2012، قامت القوات الحكومية بطرد القاعدة من أغلب مناطق أبين وبدأ باسم وعائلته بالتخطيط لعودتهم الى ديارهم. لم يكن لدى باسم أي امل بان الحياة ستكون سهلة. قال "معظم مدينتنا قد دمرت وسيستغرقنا الأمر سنوات لإعادة إعمار ما فقدناه."

بالرغم من ذلك، وعلى الصعيد الشخصي، شعر باسم بأنه مستعد بشكل أفضل لمواجهة التحديات المقبلة وقال "من كان يظن أنني كنازح سوف أتعلم مهنة وأحصل على وظيفتي الأولى. لم أحلم أبداً ان أصبح مهندس للهواتف المحمولة ولكني الان أمتلك هذه المهارات. وهو شيء مفيد في أي مكان. فهناك هواتف محمولة في زنجبار حتى ولو لو تكن هناك منازل أو لا سمح الله في حال ساءت الأمور مرة أخرى فبإمكاني العودة إلى عدن وكسب الرزق مرة أخرى".