المبالغ الممنوحة في اليمن تُسهم في تأسيس مشاريع تُديرها النساء، وتُخفف من أعباء الديون التي تُثقِل كاهلهن

جنباً لجنب: وحدتهن حرب اليمن

1 أغسطس 2019

الآن، قامت آمنه بسداد ديون عائلتها، ودفعت إيجارها، وبقي ما يكفي من المال للمساعدة في دفع تكاليف تعليم أطفالها


كانت آمنه تعمل في تصفيف الشعر قبل إندلاع الحرب، وتقوم ببيع الملابس للأُسر في حيِّها، وفي الوقت الراهن آمنه في العقد الخامس من العمر، ولديها الكثير من الأعباء، ولكنها تُعاني من تدهور صحتها، ويُعاني زوجها وأطفالها الكبار الأمرِّين بغية الحصول على عمل.

أجبرت الظروف المالية الصعبة آمنه وعائلتها على بيع أثاث منزلهم حتى يتسنى لهم تجهيز صالون تصفيف الشعر لتلبية ما يحتاجونه وتوفير حياة آمِنةً لبناتها.

عانت آمنه في البداية من عدم تجاوب زوجها مع الفكرة، وذلك لأنهُ كان يُبدي قلقاً حيال تنقُل زوجته وبناته بين الصالون والمنزل، حيث وأنهُن قد لا يستطعن العودة إلى المنزل جَراء تبادل إطلاق النار. كما أن الزوج كان قلقاً حيال المُخاطرة التي قد تُكبدهم خسائر مالية فادحة جراء الوضع الإقتصادي العاثر في البلاد وتهاوي القوة الشرائية عند غالبية اليمنيين، الذين يَئِنون تحت وطأة البطالة التي لم تستثني أحداً في ظل إنقطاع تام لصرف المرتبات.    

وعلى الرغم من كل ذلك، أصرت آمنه وبناتها على البدء بالمشروع، الذي كان يعني بالنسبة لَهُن بصيص الأمل الوحيد لتأمين مصدر دخل دائم.

وعلى الرغم من سعة حيلة آمنه ومهاراتها الإبداعية، لم يكن المال الذي تحصلت عليه جراء بيعها أثاث المنزل للبدء بالمشروع كافياً، وكانت مكتوفة الأيدي وغير قادرة على الإقتراض من أي فرد من أفراد عائلتها أو أصدقائها.

في نهاية المطاف، كانت آمنه محظوظة حيث تلقت منحة مالية من المؤسسة الوطنية للتمويل الأصغر (NMF) مكنتها من تغطية تكاليف صالونها لتصفيف الشعر. كما أنها استطاعت أن تشتري الأدوات والمواد والمستلزمات التي تحتاجها لإطلاق مشروعها بمساعدة بناتها.

مَثَّل مشروع آمنه نقلة نوعية في حياتها مُنذُ الوهلة الأولى، حيث وأنها تمكنت من سداد ديون أُسرتها ودفع الإيجارات بصورة منتظمة، ولديها ما يكفي من المال لتدفع تكاليف تعليم أطفالها.   

لم تقف طموحات آمنه عند هذا المشروع، بل تعدت ذلك، حيث وأنها تضع نصب عينيها أهمية توسيع مشروعها، وذلك عبر فتح مشروع متجر معجنات، سيعمل فيه زوجها برفقة إثنين من أطفالها الذين ليس لديهم أي عمل. وتُخطط آمنه اليوم للحصول على قروض لتوسيع صالونها، وهو ما سيمكنها من توفير فرص عمل أكثر ستُمكن نساء أُخريات من كسب لقمة العيش والمساهمة في الحراك الإقتصادي في البلاد.

مع الشكر الجزيل كل ذلك لشراكة البنك الدولي و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) مع الصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD)، حيث تلقت ما يقرب من 3,200 رائدة من رواد المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر مِنحاً مالية مكنتهن من سداد ديونهن والإستمرار في مُمارسة أعمالهن.   

***

بتمويل وبدعم من البنك الدولي ، يتم تنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP) من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية  (SFD) و مشروع الأشغال العامة  (PWP) بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. يوفر هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار أمريكي حوافز اقتصادية عبر مشاريع النقد مقابل العمل واسعة النطاق، ودعم الأعمال التجارية الصغيرة، والمبادرات ذات العمالة الكثيفة المرتبطة بالمشاريع الاجتماعية والاقتصادية، مما يعود بالفائدة على الأسر والمجتمعات المحلية المتضررة من الأزمة المستمرة في اليمن.