كان محمد، 49 عامًا ، وأب لسبعة أطفال من لحج ، يعمل في البناء والسباكة والصيانة الكهربائية. ولكن بمجرد اندلاع الحرب، فقد محمد وظيفته واضطر إلى اللجوء إلى الإغاثة والمساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

تضررت منطقة مسيمير في أبين حيث يعيش محمد من الصراع المستمر. تركت حالة الطرق السيئة في قريته العديد من الأشخاص غير قادرين على الوصول إلى المدارس والرعاية الصحية والأسواق والخدمات الأساسية الأخرى. في بعض الحالات، لم تترك النتوءات والحفر العميقة على طول الطريق النساء دون خيار سوى الولادة على الطريق، حيث كن غير قادرات على الوصول إلى المستشفى في الوقت المحدد.

نظرًا للحاجة الماسة لتحسين المعيشة ، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة كير الدولية بتوظيف أكثر من 640 فردًا (بما في ذلك 164 امرأة) من خلال النقد مقابل العمل بغرض إعادة تأهيل الطريق الذي سوف يعلب دورا رئيسا في ربط  المجتمع في موسيمير بالخدمات الأساسية ، قام المشاركون في برنامج النقد مقابل العمل بتمهيد الطريق بطول 100 متر الذى سوف يسهل عمليه التنقل بين منطقتهم وبين مرافق الرعاية الصحية ومتاجر المواد الغذائية.

يقول محمد: "هذا  الطريق هو بمثابه شريان حيوي". "تمت استشارة القرية من قبل لجنة المجتمع، وقررنا معًا - رجالًا ونساءً - أن هذا هو حقا ما نحتاجه في الوقت الراهن " والأهم من ذلك، أن إعادة تأهيل الطرق وفرت دخلاً فوريًا للمجتمع الذي أصبح الآن قادرًا على إعالة أنفسهم وعائلاتهم بشكل أفضل.

 لم يتم إنفاق كل الأموال حيث طُلب من المشاركين ادخار ثلث أجرهم اليومي وعند الانتهاء من تأهيل الطريق  ، تم منحهم الاختيار بين أخذ ما تم ادخاره أو الاستمرار في دورة تدريبية على مهارات العمل لتطوير المشاريع الصغيرة.

كان محمد ، مع زملائه ، حريصين على التعلم - كل شخص منهم يريد إنشاء مصدر دخل مستدام وضمان ظروف معيشية أفضل لعائلاتهم. يقول محمد: "لقد أكملت التدريب لمدة ثلاثة أيام وتعلمت الكثير عن إعداد الميزانية وإدارة الأعمال الصغيرة". "لقد قدمت خطة عملي وآمل أن أفتح متجرًا صغيرًا بمساعدة المنحة مالية التي سوف تقدم لي من قبل المشروع."

 شارك أكثر من 2400 شخص من جميع أنحاء أبين ولحج في مشاريع النقد مقابل العمل ، واستعادة الأصول المجتمعية مع كسب الدخل الذي يضمن قدرتهم على شراء الضروريات اليومية لأنفسهم وعائلاتهم. ثم ذهب الجميع للتعرف على إدارة الأعمال وسيتلقى البعض منحًا مالية لفتح أعمالهم التي يحلمون بها - اعتمادًا على قوة مقترحاتهم.

يوضح محمد: "أنا بصدد تحقيق حلمي". "أنا سعيد جدًا لتعلم هذه المهارات الجديدة والتخطيط لمستقبلي."

يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركاؤه المحليون معًا الانتقال من الاعتماد على التوظيف في حالات الطوارئ بهدف المساعدة في بناء فرص كسب عيش أكثر استدامة بعد الأزمة.

***

تم تنفيذ هذه الأنشطة كجزء من ضمن تدخلات البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي في اليمن (الصمود الريفي 2) بالشراكة مع منظمة كير الدولية ودعم تمويل سخي من الاتحاد الأوروبي والوكالة السويدية للتنمية الدولية. يهدف البرنامج إلى تعزيز قدرة المجتمعات المتضررة من الأزمات على الصمود من خلال خلق سبل عيش مستدامة والوصول إلى الخدمات الأساسية. ينفذ البرنامج المشترك أنشطة التوظيف الطارئة كثيفة العمالة - أو النقد مقابل العمل - التي تمكن من إعادة تأهيل الأصول المجتمعية. مع تجديد الوصول إلى فرص كسب العيش لليمنيين المتأثرين بالنزاع والنازحين داخليًا والمهمشين، لغرض تحسّين القوة الشرائية وشراء الطعام والضروريات مع المساهمة في انعاش الاقتصاد المحلي.