انعاش الحياة من جديد لدى المزارع اليمني والمجتمعات المحلية

11 أغسطس 2020

 "تمثل الضرر الذي لحق بالمزارعين جراء الحرب الدائرة في اليمن في غياب المشتقات النفطية في المقام الأول وفيي ارتفاع تكلفة البذور في المقام الثاني وارتفاع اسعار المبيدات الحشرية في المقام الثالث. حيث زادت تكلفة المبيدات الحشرية ذاتها التي كانت تكلف 1,000 ريال يمني (ما يعادل 2 دولار أمريكي) إلى 8,000 ريال يمني (ما يعادل 16 دولار أمريكي). وكنت أحيانا احصد خمس سلال من الطماطم (البندورة) أو الكوسا واقوم ببيعها فقط لشراء نصف كيس من الطحين". خالد محمد

صورة خالد محمد. أحد المستفيدين من محافظة ريمة. الصورة عن طريق: برنامج الأمم المتحدة الانمائي

وباعتباره واحدا من اكثر البلدان التي تعاني من انعدام الامن الغذائي في العالم، فإن حوالي 24 مليون يمني (80 في
المائة من السكان) يواجهون الجوع. وتكالبت عوامل عدة في رفع اسعار المواد الغذائية متمثلة في القتال الدائر حول موانئ البلاد وما ترتب على ذلك من تعليق للواردات التجارية ونقص في الامدادات وانخفاض في قيمة الريال اليمني - الذي يساوي بالكاد ثلث ما كان عليه في 2015.

وحتى قبل الحرب، كان سوء التغذية لدى الاطفال منتشرا على نطاق واسع في جميع انحاء البلاد. وكان يعاني 46.5 في المائة من الاطفال ما دون سن الخامسة في العام 2013 من التقزم؛ وعانى 16.3 في المائة من سوء التغذية الحاد.   واعتبارا من فبراير 2019، كان ما يقدر بـ 2 مليون طفل، أي ما يقرب من 50 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية الحاد، وأكثر من 350,000 كانوا يعانون من سوء التغذية الشديد.

وعلى ضوء هذه الخلفية الصارخة، كان غالبية المزارعين اليمنيين القادرين على توفير مواد غذائية اساسية ذات قيمة تغذوية يعانون من الدخل المحدود وانقطاع المرتبات لفترة الخمس سنوات الماضية أو أنهم فقدوا وظائفهم بصورة تامة بسبب الزيادة المفرطة في النفقات الزراعية وشحة المياه والتكاليف الباهظة للوقود والاسمدة والبذور والمبيدات.  

 وبحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة  (FAO)، فإن المزارعين اليمنين في حاجة ماسة إلى الدعم حتى يتمكنوا من زراعة المزيد من الغذاء وتوفير فرص العمل للشباب.

قصة خالد

خالد محمد بينما كان يعمل في أرضه الزراعية. | الصورة عن طريق: برنامج الأمم المتحدة الانمائي


لعدة سنوات كافح خالد القحوي بمفرده بالكاد على دخل الزراعي المحدود في محافظة ريمة بالاعتماد على الري بالغمر الذي يستنفد احتياطيات المياه ويهدر الوقود ويتطلب عمالة كبيرة لجز الحشائش. ولم يكن له خيار سوى توظيف ما يصل إلى 15 عامل في أي وقت من الأوقات لإدارة مزرعته المتواضعة.

وبفضل الدعم المقدم من صندوق الاغاثة التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية (KSRelief) - بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) والشركاء المحليين - تمكن خالد من شراء شبكة ري متكاملة مع الفلتر وحفرة للمياه فضلا عن الاسمدة.  

ويحتاج خالد في الوقت الراهن فقط لتوظيف مساعد واحد لري ورش الاشجار والمحاصيل بالأسمدة والمبيدات الحشرية وأن يكون بإمكانه مجاراة الطلب في المواسم - في زراعة الطماطم والكوسا والبامية لتوفير الغذاء لمجتمعه المحلي بأكمله.

محاصيل خالد الزراعية. الصورة عن طريق: برنامج الأمم المتحدة الانمائي

 وكما يقول خالد: "شكل الدعم المقدم فارقا لا يصدق لان نظام الري بالتقطير لا يتطلب سوى مياه قليلة، ونحن نوفر المال والديزل وتكلفة استخدام العمال للحفاظ على محاصيلنا."  

كما أنه يستفيد أيضا من الزيارات الاسبوعية من المهندسين الزراعيين الذين يرشدون المزارعين المحليين على طرق الري المناسبة وكيفية استخدام المبيدات والاسمدة. ومع مزيد من الدعم، يمكن للمزارعين بناء البيوت المحمية وأنظمة الطاقة الشمسية لآبارهم التي من شأنها أن تغذي المزيد من اليمنيين في السنوات المقبلة.     

وكان قد ساهم التمويل المقدم من المملكة العربية لمشروع الاستجابة للازمة الطارئة في اليمن في جهود الاستجابة للمجاعة الحاصلة. ويتصدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمسببات انعدام الامن الغذائي حيث أظهرت المزايا النسبية والنتائج المثبتة، بما في ذلك: (أ) انعدام الدخل؛ (ب) عدم كفاية الإنتاج الغذائي؛ و (ج) الفجوات في القدرات المؤسسية وتقديم الخدمات الحرجة. وأفاد مزارعون تم اجراء مقابلات معهم إلى أن هناك زيادة بنسبة 98 في المائة في محاصيلهم.   وانخفض استهلاك المزارعين المدعومين للمياه بنسبة 36 في المائة بعد استخدام تكنولوجيا الري بالتقطير التي تم تقديمها من قبل المشروع. ويعود الفضل إلى المساهمة الكريمة من المملكة العربية السعودية، حيث ذكر المستفيدون المدعومين بانهم شهدوا تحسنا في معيشتهم نتيجة لتحسن مدخولهم.