تقول دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن الصراع الذي طال أمده سيجعل اليمن أفقر بلد في العالم

10 أكتوبر 2019

--- Image caption ---

بروكسل، 9 أكتوبر 2019 - ستصبح اليمن أفقر بلد في العالم إذا استمر النزاع حتى عام 2022، جاء ذلك في تقريرٍ جديدٍ صادر عن مشاريع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

تم عرض الدراسة في إطار سلسلة من فعاليات بروكسل والتي تركز على الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وكيف أسهمت هذه الشراكة في مساعدة الفئات الضعيفة على تلبية احتياجاتهم الأكثر إلحاحًا مثل الوصول إلى الخدمات الأساسية وتقديم الخدمات ودعم الحكم المحلي والتنمية الاقتصادية لمساعدة اليمن على العودة أفضل وأقوى من ذي قبل.

منذ عام 2014، تسببت الحرب بزيادة الفقر في اليمن من 47 في المائة من السكان إلى 75 في المائة – بحسب التوقعات بحلول نهاية عام 2019. إذا استمر القتال حتى عام 2022، فستُصنف اليمن كأفقر بلد في العالم، حيث يعيش 79 في المائة من السكان تحت خط الفقر ويُصنف 65 في المائة منهم على أنهم فقراء جداً، كما جاء بالتقرير "تقييم تأثير الحرب في اليمن على تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)".

اقرأ: تقييم تأثير الحرب في اليمن على تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)

يقول التقرير، الذي تم اعداده لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من قبل مركز فريدريك إس باردي للآفاق المستقبلية الدولية في جامعة دنفر، إنه في حالة عدم نشوب الصراع. لقد كان بالإمكان ان يحرز اليمن تقدما نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي تُعد الإطار العالمي لمكافحة الفقر الذي تم الاتفاق عليه في عام 2015 مع التاريخ المستهدف لعام 2030 ولكن أكثر من أربع سنوات من القتال أعاقت التنمية البشرية لمدة 21 عامًا - ومن غير المرجح أن تحقق اليمن أيًا من أهداف التنمية المستدامة حتى لو توقفت الحرب اليوم.

"لم تتسبب الحرب في جعل اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم فحسب، بل أغرقته في أزمة تنموية مروعة أيضًا. إن الأزمة المستمرة تهدد بجعل سكان اليمن هم الأكثر فقراً في العالم - وهو عبء لا يمكن للبلد، الذي يعاني بالفعل، تحمله." كما جاء في تصريح للسيد أوك لوتسما، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة في اليمن.  وقال أيضاً "من خلال دعم الاتحاد الأوروبي والشركاء الدوليين والوطنيين الآخرين، حاليا يساعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تمكين اليمنيين من الحفاظ على أداء الخدمات الأساسية وبناء القدرات الشخصية والمجتمعية والوطنية لضمان تعافي المواطن والبلد عندما يحل السلام من جديد."

باستخدام أحدث نمذجة البيانات والمعلومات المفتوحة المصدر، يجد التقرير أنه في حال استمرت الحرب في اليمن فإن نسبة السكان الذين يعيشون في فقر مدقع ستتضاعف ثلاث مرات. وسوف ترتفع من 19 في المئة من السكان في عام 2014 إلى 65 في المئة في عام 2022.

ارتفعت حدة الفقر أيضًا، حيث من المتوقع أن يعاني اليمن بحلول عام 2022 من أكبر فجوة فقر - ​​المسافة بين متوسط ​​الدخل وخط الفقر - ​​في العالم.

يعود ارتفاع نسبة الفقر في اليمن إلى عوامل تتعلق بالحرب الدائرة، بما في ذلك انهيار الاقتصاد الذي خسر فيه البلد 89 مليار دولار أمريكي من نشاطه الاقتصادي منذ عام 2015.

لقد أدى الصراع إلى تعطيل الأسواق والمؤسسات وتدمير البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية، بينما ازدادت حالات عدم المساواة بشكلٍ حاد. انخفض إجمالي الناتج المحلي للفرد من 3,577 دولارًا إلى 1,950 دولارًا أمريكيًا، وهو مستوى لم يشهده اليمن منذ ما قبل عام 1960. ويعد اليمن الآن ثاني أكبر بلد غير متكافئ في العالم من حيث الدخل، حيث تجاوز 100 بلد آخر في مستويات عدم المساواة في السنوات الخمس الماضية.

ويحدد التقرير حدوث طفرات في سوء التغذية في جميع أنحاء اليمن. كان 25 في المائة من السكان يعانون من سوء التغذية في عام 2014، لكن التقرير يقدر أن هذا الرقم الآن يقترب من 36 في المائة ويمكن أن يصل إلى حوالي 50 في المائة إذا استمر القتال حتى عام 2022. وبحلول نهاية عام 2019، سيكون معدل السعرات الحرارية للشخص الواحد انخفض بنسبة 20 في المائة عن مستويات عام 2014.

يحتوي التقرير على توقعات مريعة خاصة إذا استمرت الحرب خلال العقد القادم. إذا استمر القتال حتى عام 2030، سيعيش 78 في المائة من اليمنيين في فقر مدقع، وسيعاني 95 في المائة من سوء التغذية، و84 في المائة من الأطفال سيعانون من التقزُّم.

أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي التقرير في الوقت الذي تسعى فيه وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والشركاء الدوليون إلى توسيع نطاق العمل الإنساني والتنموي في جميع أنحاء اليمن لإنقاذ الأرواح وتلبية الاحتياجات الإنسانية ودعم قدرة الانسان اليمني على التحمّل وايضاً مع استمرار محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة.

أكثر من 80 في المائة من سكان اليمن البالغ عددهم حوالي 30 مليون نسمة يحتاجون الآن إلى المساعدة الإنسانية والحماية. يحذر التقرير الذي تم إطلاقه اليوم من أنه إذا ظل اليمن في حالة حرب حتى عام 2030، فستتحمل الأجيال القادمة التكاليف، مع استمرار الفقر في التعمّق، وتدمير المؤسسات، وسيكون اليمن أكثر عرضة لدائرة الصراع والمعاناة المستمرة والشريرة.

يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في جميع أنحاء اليمن لمساعدة الناس على تلبية احتياجاتهم الأساسية، واستعادة سبل العيش، ودعم المجتمعات المحلية، وتعزيز بناء السلام.

جهات اتصال الصحافة:

في بروكسل: لودميلا تيغانو ludmila.tiganu@undp.org +32 471 702 903

في اليمن: ليان ريوس  Leanne.rios@undp.org +1-703-953-702

في عمّان: نعمان الصياد Noeman.Alsayyad@undp.org +962 7 9567 2901

حول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

يتعاون برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع الأشخاص المعنيين على جميع مستويات المجتمع للمساعدة في بناء دول قادرة على الصمود في وجه الأزمات، و توجيه والحفاظ على النمو الذي يحسن نوعية الحياة للجميع. على أرض الواقع في ما يقرب من 170 دولة و إقليم، نقدم منظورًا عالميًا ورؤية محلية للمساعدة في تمكين الناس وبناء دول مرنة. http://www.undp.org