كلمة نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن خلال ورشة العمل الانتقالية بمجموعة التشغيل في حالات الطوارئ وإعادة تأهيل

28 ديسمبر 2018

بقلم: صفاء علي، نائب الممثل المقيم – العمليات، برنامج الامم المتحدة الإنمائي / اليمن
19/12/2018م | ماندرين كاترينج
 

صفاء علي، نائب الممثل المقيم – العمليات، برنامج الامم المتحدة الإنمائي / اليمن

كما وردنا

السيد نائب الوزير، أصحاب السعادة، الوفود الموقرة، السيدات والسادة

كم انا مسرور لوجودي هنا اليوم لافتتاح الحلقة الخاصة بمجموعة التشغيل في حالات الطوارئ وإعادة تأهيل المجتمع. كما تعرفون ترأس منظمتي الممثلة ببرنامج الامم المتحدة الانمائي بكل فخر مجموعة التشغيل في حالات الطوارئ وإعادة تأهيل المجتمع وعرفت هذه المجموعة بمجموعة الانعاش المبكر. تم تشكيل هذه المجموعة عام 2012 لتلبية الاحتياجات الماسة في الساحة اليمنية على مدى السنين.

تم تأسيسها في البداية للاستجابة السريعة للاحتياجات العاجلة لليمنيين. وفي عام 2015، تبنت انشطة اخرى لتمكين استجابة أفضل للاحتياجات المتزايدة بسبب تصاعد وتيرة النزاع في البلاد، وتتركز انشطتها اليوم حول خمسة محاور. وكوننا مقبلون على فصل جديد، اسمحوا لي بان استعرض ما قدمناه على مدى الاربع سنوات الماضية.

في اولى محاورها، ركزت المجموعة على الاجراءات المتعلقة بالألغام في حالات الطوارئ للحد من الخسائر المدنية والاصابات المترتبة عن مخلفات الحرب المتفجرة في الاراضي اليمنية. ساهم ذلك في تعزيز الشعور لدى اليمنيين بقدرتهم على التحرك بحرية وامان وهو حق مكفول لجميع الناس في شتى بقاع الارض، وتامين نقل البضائع والمنتجات بسرعة وامان الى المدن والقرى.

وفي ثاني محاورها، ركزت على العمل في حالات الطوارئ والانعاش وخلق الفرص لإطلاق المشاريع الصغرى. ومن خلال توفير فرص سبل المعيشة الطارئة، منحتهم فرصة لتغيير مصيرهم والحفاظ على كرامتهم. ان توفير فرص العمالة الطارئة وتعزيز قدرتهم على ادارة اعمالهم سيمكن الكثير من اليمنيين من توفير احتياجات اسرهم الاساسية واليومية.

يستطيع الاباء بذلك شراء الطعام لأطفالهم حتى لا يذهبوا الى المدرسة جوعى وبالتالي يستطيعون التركيز على ما يتعلمونه في فصولهم الدراسية، بالإضافة الى دفع فواتير الكهرباء حتى يدرس اطفالهم مساءا.

وفي ثالث محاورها، ركزت مجموعة التشغيل في حالات الطوارئ وإعادة تأهيل المجتمع على ايجاد حلول لمشاكل النازحين الذين اضطروا الى ترك قراهم بسبب الحرب الدائرة، ودعمت المجموعة الحلول القابلة للتطبيق لتمكين عودتهم المستدامة الى ديارهم ومجتمعاتهم بدلا من الاماكن التي نزحوا اليها والتي لم يشاؤوا ابدا الانتقال اليها ولم يكن بحسبانهم انهم سيعيشون فيها.

عندما يعود النازحون الى ديارهم، ينتابهم شعوران الحياة التي اعتادوها رحلت الى الابد. وهنا تحتم علينا الضرورة الملحة مساعدتهم على ايجاد طرق جديدة ليتكيفوا فيها مع حياتهم الجديدة.

وفي رابع محاورها، ركزت المجموعة على دعم استعادة الخدمات الاساسية من المستشفيات والمدارس عبر خطط الانعاش وتوفير الواح الطاقة الشمسية.

وفي اخر محاورها، ركزت على تحسين قدرات المنظمات المحلية غير الحكومية الاساسية لتلبية احتياجات المجتمع الماسة، وفي مقدمتها استمرار توفير الخدمات الأساسية والماسة المنقذة للحياة والخاصة في ظل غياب مطلق للخيارات التقليدية.

عملت المجموعة جنبا الى جنب مع مؤسسات القطاع الخاص المحلية التي تعمل على الاعداد والتحضير والاستجابة والانعاش في اليمن في مجال الغذاء والماء والمأوى للفئات المتضررة من الازمة.

ولضمان عدم ازدواجية جهودنا ووصول المساعدات التي يحتاجها اليمنيون بشدة، ساعد شركاء مجموعة التشغيل في حالات الطوارئ وإعادة تأهيل المجتمع على خلق شبكة للجهات الفاعلة في القطاع الخاص لضمان عمل هذه المنظمات على التحضير والاستجابة والانعاش معا كجهة واحدة لتفادي حدوث اية مداخلات في الانشطة او وجود ثغرات في المساعدات المقدمة.

سيقوم زملائي باطلاعكم على النتائج لاحقا. وكما وضحت لكم، ستركز مجموعة التشغيل في حالات الطوارئ وإعادة تأهيل المجتمع على مساعدة اليمنيين المتضررين من النزاع. وبالتعاون مع الشركاء، قمنا بتزويد ملايين اليمنيين سنويا بفرص سبل العيش وخدمات البنى التحتية الاساسية والخدمات وتمكنا من خفض مستوى خطر المواد المتفجرة.

ولكننا نشعر ان هنالك مزيد يجب فعله، وبالرجوع الى اليات تنسيق الانعاش المبكر المحلية والعالمية الاخيرة، تم الاتفاق على توسيع دائرة انشطة مجموعة التشغيل في حالات الطوارئ وإعادة تأهيل المجتمع لتشمل المجالات الانسانية والتنمية والسلام.

وفي خضم انتقال الدولة الى عملية احقاق السلام، ستحظى هذه الخطوة بأهمية أكبر مما كانت عليه من قبل. ان الحاجة الى تنسيق الجهود على المستوى الوطني لضمان استمرار الانشطة المنقذة للحياة وايصالها في الوقت المحدد والطريقة المثلى حاجة ماسة لا مناص منها. ويعد التنسيق امرا حيويا لتلبية الاحتياجات طويلة الامد والتي طال انتظارها لملايين اليمنيين المتضررين من النزاع.

ان تبني المجموعة وانتقالها الى ممارسة انشطة جديدة لا يعني الغاءها لأنشطة الانعاش المبكر بل يعني ذلك إيلاء اهتمام أكبر لتنسيق الانعاش المبكر وتضمينه طرقا فاعلة اخرى لتلبية احتياجات اليمنيين.

ومن خلال خلق اهداف ومخرجات مشتركة سنقوم بتعزيز عملية ايصال المساعدات وتحسين مدى تأثيرها على اليمنيين.

سيتم ارفاق نتائج هذه الورشة مع مدخلات ورشة اخرى عقدت في محافظة عدن للانتهاء من الخطة الانتقالية للكتلة، وستستخدم لإطلاق الخطط المستقبلية للتنسيق الانساني والتنموي وعملية السلام.

كلي يقين بان هذا الاجتماع سيكون رائعا واتطلع الى مساعدة اليمن لمرحلة ما بعد النزاع.

   صفاء علي، نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن - العمليات