تمكين المجتمعات المتضررة من التغلب على الصعوبات

"لولا وجود هذا المشروع، لكان نصف السكان قد غادروا القرية"

13 سبتمبر 2018

احد خزانات المياه التي قام افراد المجتمع ببنائها لتسهيل الحصول على مياه الشرب

قرية القرنات هي قرية جميلة وهادئة ونائية تحيط بها جبال مديرية شَرِس من كل اتجاه. ولكن مثل معظم القرى اليمنية، ظلت القرية تفتقر إلى الخدمات الأساسية الضرورية إلى أن تولى السكان امورهم بأنفسهم.

"أن أهالي قرية القرنات قد عانوا كثيراً بسبب تضاريس قريتهم الصعبة، وظلّوا ينتظرون المساعدة من الخارج لبعض الوقت. إلى أن جاء موظفو الصندوق الاجتماعي للتنمية والتقوا بسكان القرية، وقاموا بتثقيفهم ومساعدتهم في تشكيل مجلس القرية التعاوني، وتزويدهم بالمهارات والإرادة اللازمة،" قال محمد الجوبي، مدير مدرسة.

ويضيف مجمل الجوبي، وهو معلّم وعضو مجلس القرية التعاوني: "لقد تم تدريبنا على كيفية تحديد وترتيب احتياجاتنا بشكل منطقي كمجتمع، والاستفادة من مواردنا المحلية وتحفيز أفراد المجتمع على اخذ زمام المبادرة بدلاً من انتظار المساعدة من الخارج".

تم استهداف قرية القرنات من قبل برنامج تمكين، وهو برنامج لبناء القدرات ينفذه الصندوق الاجتماعي للتنمية كجزء من مشروع الحماية الاجتماعية لصمود المجتمعات، والذي يموله ويدعمه الاتحاد الأوروبي بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لتمكين المجتمعات المتضررة من التغلب على اوجه الضعف لديهم.

وتقول السيدة ياسمين محمد، عضو مجلس القرية التعاوني المُنتخب: "لم يسبق للسكان في قريتنا ان شهدوا أي انتخابات على الإطلاق إلى ان حان الوقت لاختيار اعضاء مجلس القرية التعاوني. كان لكل شخص الحق بترشيح نفسه وبعد ذلك تم تشكيل المجلس بالتساوي من الرجال والنساء".

كقرية جبلية، كانت الأولوية الأولى للمجتمع هي الحصول على مياه الشرب النظيفة، حيث اعتاد السكان على جلب مياه الشرب مرة أو مرتين في اليوم الواحد من ينبوع المياه أسفل الوادي في رحلة تستغرق 5 ساعات باستخدام الحمير.

ويقول يحي حزام، منسق مجلس القرية التعاوني: "فكرنا بعناية في احتياجاتنا وأولوياتنا وقررنا إطلاق مبادرة ذاتية وتحسين الحصول على مياه الشرب. طرحنا الموضوع على المجتمع وقدمنا خطة عمل، وكان الجميع متحمسون لوضع حد لهذه المعاناة.
شارك الجميع في هذه المبادرة حيث شارك بعضهم بالمال والبعض بالجهد والبعض الآخر بالأصول. قام افراد المجتمع ببناء ثلاث خزانات مياه في ثلاثة مواقع مختلفة، وشراء مضخة مياه وتركيب شبكة أنابيب لتوصيل المياه إلى كل منزل في القرية، حيث استفاد من ذلك نحو 2000 شخص. لم نتخيل ابداً انه باستطاعتنا القيام بذلك بمفردنا."

ويضيف مدير المدرسة: "لولا وجود مشروع المياه هذا، لكان نصف سكان القرية قد غادروا إلى أماكن أخرى بسبب التكاليف والجهود المطلوبة باستمرار لجلب المياه في ظل الظروف الصعبة".

"عملت النساء جنباً إلى جنب مع الرجال في جمع النفايات، وتحسين حالة الطرق ورفع مستوى الوعي لدى ربات البيوت بشأن الوقاية من الكوليرا. لقد ذهبن ابعد من ذلك ايضاً وقررن تقديم دروس محو الأمية لربات البيوت الأميات،" قالت كوكب حجار، عضو مجلس القرية التعاوني، مشيدة بالدور الذي لعبته النساء في هذا المشروع.

"قام مجلس القرية التعاوني بحل مشكلة اخرى وهي الطرق الوعرة المؤدية إلى القرية، وخصوصاً في موسم الأمطار، حيث كان الناس يلجؤون إلى الحمير لجلب بضائعهم وحاجياتهم إلى القرية لأن السيارات لا تستطيع الوصول اليها. اعتدنا أن ننتظر المساعدة ولكن ليس بعد الآن. نحن الآن نخرج ونعمل جميعاً في اصلاح الطريق وانتهينا من المشكلة في وقت قصير. الآن أدركنا جميعاً الفرق الهائل بين الجهد الجماعي والجهد الفردي،" وفقاً لعلي صالح.

تم تشكيل 37 مجلس تعاوني في مديرية شرس وحدها، حيث سيتم تقديم الخدمات ل 95 قرية في إطار مشروع الحماية المجتمعية لصمود المجتمعات، وتعزيز قدرات21,592 شخص واعتمادهم على أنفسهم للتغلب على المشاكل المجتمعية التي تواجههم.

***

مشروع الحماية الاجتماعية للمرونة المجتمعية (SPCRP)  بتمويل ودعم من قبل الاتحاد الأوروبي (EU) بمبلغ 28 مليون دولار أمريكي و تنفيذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD). يهدف المشروع إلى تعزيز القدرة الشرائية في المجتمعات الضعيفة مع استعادة البنية التحتية للمجتمع، وتحسين الوصول إلى الخدمات الرئيسية ، وبناء قدرات المجتمعات والسلطات المحلية.