الممارسات الحديثة تخفف على المزارعين الريفيين وطأة الحرب

9 سبتمبر 2019

 

"كنا كشجرة في انتظار الموت البطيء"، قالتها وردة صالح، أرملة وأم لأربعة أطفال، تعيش في قرية "عباصر" في اليمن. وتعتمد حياة أسرتها على الزراعة في كسب رزقها.

وعلى غرار الملايين من المزارعين الريفيين الآخرين، زعزعت الحرب في اليمن استقرار محاصيل وردة ودخلها.

كما توضح ذلك وردة بقولها: "تضاعفت معاناتنا عندما بدأت الحرب؛ فلم يعد بإمكاننا الاهتمام بمزرعتنا بسبب عدم توفر الديزل وشحة المياه والظروف الاقتصادية في البلاد بشكل عام".

وهذا الأمر واضح، نظراً لأن الزراعة في اليمن تمثل ٢٠٪ من إجمالي الناتج المحلي في البلاد وتسهم في توظيف أكثر من ٥٠٪ من السكان.

ولحسن الحظ، تغيرت ظروف وردة عندما تم اختيارها من قبل مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP) الذي تموله وتدعمه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتنفذه وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ساعد مشروع الاستجابة الطارئة وردة وأسرتها على تحسين جودة محاصيلهم، مما أدى إلى تحسين دخلهم.

كواحدة من بين ٢٣١ من مزارعي المحاصيل الريفية المتأثرين بالأزمات، تتلقى وردة حالياً التدريب على استخدام تقنيات وممارسات الزراعة الحديثة، وتم تزويدها بمضخات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية من أجل توفير تكاليف الوقود والمياه والعمالة، وتحسين إنتاج المحاصيل.

 

تقول وردة: "في السابق، لم أكن أعرف ما تحتاجه مزرعتي- من الماء والسماد الطبيعي. وباستخدام تقنيات الزراعة التقليدية، كنت أنتج من ٣٠٠ الى ٤٠٠ سلة من محصول الطماطم، بينما الآن ومن خلال الري بالتنقيط والتسميد السليم، وصل إنتاج مزرعتي من الطماطم إلى ٧٠٠ سلة. وأنا الآن أهدف إلى إنتاج ألف سلة".

 

وتأمل وردة أن يستمر الدعم وأن يصل إلى المزارعين الآخرين، بحيث يتمكنوا من تلقي التدريب على استخدام التقنيات والممارسات الحديثة في الزراعة.

 

ليس عليها أن تقلق بعد الآن بشأن تغييب أبناءها عن المدرسة ليساعدوها في المزرعة أو لأن ابنتها تتولى القيام بالأعمال المنزلية أثناء انشغالها في المزرعة.

قالت والابتسامة ترتسم على محياها: "الآن يتم ضخ المياه من البئر وكل شيء يعمل آلياً. فبضغطة زر واحدة يمكنني أن أفعل كل شيء. لا داعي للقلق بشأن الديزل أو أن نجهد أنفسنا في العمل بعد الآن."

***

بتمويل ودعم من الوكالة الأمريكية للتنمية، يتم تنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP) من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية  و وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر.
يساهم هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 11.2 مليون دولار أمريكي في خلق فرص العمل وإعادة تقديم الخدمات الصحية والتعليمة الأساسية وإحياء قطاع الزراعة لصالح الأسر المحلية المهمشة والمجتمعات التي تعيش هذه الازمة المستمرة في اليمن.