تحسين وتطوير خدمات الرعاية الصحية التي مزقتها النزاعات في اليمن

25 سبتمبر 2018

مستشفى عمران العام ، أكبر مقدم عام للخدمات الصحية في المحافظة

أدت الحرب في اليمن الى زيادة كبيرة وهائلة في عدد الأشخاص المحتاجون لرعاية طبية حيث ارتفع العدد من خمسة مليون قبيل الحرب الى 16.4 مليون اثناء الحرب مما يشكل ضغط على المرافق الصحية الضعيفة فعليا حيث نسبة المرافق الصحية التي تعمل بكل طاقتها وصلت الى 50 في المائة فقط من المرافق الصحية العاملة. وانتشار مرض الكوليرا في الآونة الأخيرة إلا مثال لوضع النظام الصحي المتآكل.

"يتعرض المرضى لخطر الوفاة لعدم تمكنهم من تحمل تكاليف العلاج،" يقول الدكتور عبد الغني مرشد – مدير مستشفى عمران العام.

تعتبر محافظة عمران مثالاُ يظهر تعطل عدد كبير من الخدمات، ومنها الصحة، بسبب الأزمة في اليمن. ويعتبر مستشفى عمران العام أكبر مقدم للخدمات الصحية العامة في محافظة عمران. لكنه الآن بحاجة ماسة للخدمات الطبية وذلك لان أكثر من نصف المرافق توقفت عن العمل بسبب الحرب المستمرة.

يزداد عدد المرضى في اليوم الواحد بشكل هائل وقد يصل الى 800 حالة و60 حالة في اقسام الرقود الداخلية، اي بنسبة 200 في المائة مقارنة بما قبل الحرب. اغلب هؤلاء المرضى هم من النازحين والفئات الهشة والمتضررة من النزاع. هذه المجتمعات الفقيرة فعلا لا تملك أي خيار سوى طلب العلاج في هذا المستشفى العام والذي يفتقر حاليا الى التكاليف التشغيلية والكادر المؤهل.

"إن طاقم التمريض في المستشفى لم يكن مجهزًا بما فيه الكفاية، خاصة من حيث بعض المهارات والأسس". هكذا وصف الدكتور عبد الغني مرشد وضع المستشفى في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد بسبب نقص الموارد والنزاع المستمر.

بتمويل وإشراف من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمشروع الاستجابة الطارئة لأزمات اليمن قام الصندوق الاجتماعي للتنمية بتنفيذ مشروع تدريب 27 ممرضة في مستشفى عمران العام وذلك لتمكينهم من تحسين وتطوير قدراتهم التمريضية. كما وتم تمويل إعداد وحدة العناية المركزة في المستشفى لتتلاءم مع عدد المرضى المرتفع والمتزايد.

الطموحات في خضم النزاعات
خلال فترة طفولتها، فاطمة الماخذي، رئيسة وحدة العناية المركزة، كانت تحلم دائما بارتداء ثوب الاطباء الأبيض. "لقد عانيت كثيراً عندما بدأت العمل كممرضة في مستشفى عمران العام. وفي ذلك الوقت، أدركت باني كنت غير مؤهله للقيام بأي عمل سوى إعطاء الحقن. أتذكر أني شعرت بالحرج الشديد عندما كان يطلب مني المرضى المساعدة حول كيفية استخدام الأدوية التي وصفها الأطباء لهم وذلك لأني لا أفهم اللغة الإنجليزية،" تتحدث فاطمة بمرارة عن تجربتها.

الطاف، رئيسة وحدة التمريض لحديثي الولادة، بدأت العمل كممرضة متطوعة في المستشفى بعد حصولها على دبلوم تمريض مدته ثلاث سنوات. لقد أرادت إنهاء الدراسة الثانوية والانضمام الى الكلية، ولكنها لم تستطيع بسبب الوضع المادي الصعب لعائلتها.

قالت الطاف " استمتعت بعملي بالرغم من المبلغ الضئيل الذي اعتدت الحصول عليه. ومع ذلك واجهت صعوبة كبيرة بسبب تدني تحصيلي الطبي العلمي. كنت أرغب في الدراسة أكثر وتطوير مهاراتي".
رعاية الأطفال حديثي الولادة أمر صعب جداً. في حين أن معدل وفيات حديثي الولادة مرتفع في اليمن، تسعى الطاف لإنقاذ حياة الأطفال الرضع الذين يفتقرون للرعاية الصحية اللازمة.

اكتساب المهارات لإنقاذ الحياة
"أنا شعرت بالسعادة عندما سمعت أن الصندوق الاجتماعي للتنمية سينفذ مشروع لتدريب الممرضات في المستشفى للحصول على دبلوم تمريض عالي،" قالت فاطمة والابتسامة تظهر على وجهها عندما تذكرت تلك اللحظة.

من خلال المشروع تم تدريب 1,110 شخص من ضمنهم قابلات، مسعفين، مساعدي الأطباء، الفريق الصحي، الممرضات على الرعاية الصحية للأمهات ولحديثي الولادة، والإدارة التكاملية لرعاية أمراض الطفولة والخدج وحديثي الولادة.

قالت فاطمة "يوما بعد يوم تحسنت مهاراتنا ومعارفنا والآن أنا أستطيع أن اقرأ واكتب تقارير طبية باللغة الإنجليزية وأيضاُ تعلمت كيفية تشغيل واستخدام الأجهزة الطبية".

أعتاد الأطباء في مستشفى عمران العام بان يقوموا بتحويل اغلب الحالات التي تحتاج للعناية المركزة إلى المستشفيات في صنعاء. ولكن الوضع قد تغير وتم افتتاح عدد كبير من الوحدات وتوظيف ممرضات مؤهلات ومتدربات بشكل جيد.

اما بالنسبة لوحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، فهناك 19 حاضنة وزادت الطاقة الاستيعابية للوحدة لأكثر من 60 حالة خلال اليوم الواحد. ورغم ضغط العمل، وعدم وجود عدد كاف من الفريق الطبي، فان الطاف تسعى لتحسين الخدمات قدر المستطاع.

"نحن نشعر بان المستفيدين في المستشفى راضين بشكل كبير. عدد المرضى زاد أكثر من 40 في المائة بعد تلقينا الدورات التدريبية المقدمة لموظفي المستشفى". قال الدكتور عبد الغني مرشد. "نحن ننقذ الحياة في هذا الوضع المأساوي"، هكذا أنهى الدكتور كلامه.

قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية، وبقيمة 11,200,000 دولار أمريكي، وبإشراف الوكالة الأمريكية للتنمية بدعم مشروع الاستجابة الطارئة لأزمة اليمن وخلق فرص العمل وإعادة تقديم الخدمات الصحية والتعليمة الأساسية وإحياء قطاع الزراعة لصالح الأسر المحلية المهمشة والمجتمعات التي تعيش هذه الازمة المستمرة في اليمن.

***

بتمويل ودعم من الوكالة الأمريكية للتنمية، يتم تنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP) من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية  يساهم هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 11.2 مليون دولار أمريكي في خلق فرص العمل وإعادة تقديم الخدمات الصحية والتعليمة الأساسية وإحياء قطاع الزراعة لصالح الأسر المحلية المهمشة والمجتمعات التي تعيش هذه الازمة المستمرة في اليمن.