فاطمة، ام تتغلب على الخسارة والحزن

10 يناير 2018

استعادت فاطمة مشروعها الصغير بفضل دعم مشروع الاستجابة الطارئة للازمة لمؤسسات التمويل الاصغر في اليمن


النزاع وجه اخر للحزن والجور والفقر وجميع اشكال المعاناة في الحياة، ولا يعرف حقيقته الا من عاشه، او يستطيع أحد وصفه كما تفعل ام فقدت اطفالها وعملها جرائه.

فاطمة احمد بأحسن ام من عدن وهي واحدة من مئات الاف اليمنيين المتضررين من النزاع الدائر في البلاد. تقول فاطمة والدموع تنهمر على خديها: "ما ان نشب النزاع في مدينة عدن، حتى أدركت ان عملي واحلامي الصغيرة تبددت. تركت العديد من العائلات منازلها وأصبح المكان مرعبا. أصبحت اولويات الناس الحصول على الطعام والاحتياجات الاساسية وامتنعوا عن شراء أي شيء اخر".

لحقت خسائر فادحة بالمشاريع الكبرى بسبب النزاع ولكن مغبته كانت أكبر على المشاريع الصغرى والمتوسطة لصغر رأسمالها، كما هو الحال مع مشروع فاطمة. ومع تصاعد وتيرة القتال في عدن، اصيبت فاطمة بفاجعة اخرى عندما قتل ابنها واصيب الاخر بإعاقة دائمة.

"لم ارغب بالحياة بعد مقتل ولدي. تدهور وضعي وانفقت جميع مدخراتي في شراء الاحتياجات الأساسية لأطفالي. كنت املك مشروعا بيد ان كل شيء تبدد".

في غمرة الاكتئاب، رأت فاطمة بصيص امل عندما بدأت الاوضاع بالاستتباب في عدن. تلقت دعما من اتحاد برنامج التمويل الاصغر لتعويض خسائرها واستعادة نشاطها التجاري الصغير.

هذا التمويل ما هو الا جزء من ميزانية تمويلية يقدمها البنك الدولي لدعم مشروع الاستجابة الطارئة للازمة في اليمن وينفذه برنامج الامم المتحدة الانمائي بالشراكة مع صندوق التنمية الاجتماعي لإنعاش اقتصاد اليمن عبر دعم مؤسسات التمويل الاصغر وعملائهم.

وبهذا التمويل تعتزم فاطمة تحقيق النجاح لمشروعها. "لايزال الناس مترددين بعض الشيء في إنفاق مال على الملابس وادوات التجميل بسبب النزاع المستمر، ولكني سعيدة بحلمي الذي عاد الي مرة اخرى. لا يوجد شيء في هذا العالم سيعوضني عن خسارة ولدي ولكنني سأعمل جاهدة على تعويض ما خسرته من مال وتوفير حياة كريمة لأطفالي".

من المتوقع ان يمول مشروع الاستجابة الطارئة للازمة في اليمن 400 من المتضررين من النزاع بتمويل مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة لاستعادة نشاطهم.

***

بتمويل ودعم من البنك الدولي ، يتم تنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP) من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية و مشروع الأشغال العامة (PWP). يوفر هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 300 مليون دولار أمريكي حوافز اقتصادية في شكل مشاريع النقد مقابل العمل واسعة النطاق، ودعم الأعمال التجارية الصغيرة ، والمبادرات ذات العمالة الكثيفة المرتبطة بالمشاريع الاجتماعية والاقتصادية ، مما يعود بالفائدة على الأسر والمجتمعات المحلية المتضررة في جميع أنحاء اليمن.