برامج النقد مقابل العمل تحمي قريتي من الفيضانات

20 فبراير 2018

يعمل ابراهيم القشوة سائق حافلة صغيرة في شارع الجهدة

"بلغت حالا لم أستطع فيه شراء طحين الا ما يكفي ليوم وليلة كي اسد رمق اسرتي، وفي احيان اخرى لم أكن املك مالا كافيا لشراء كيلو واحد من الطحين. لم يكن لدي مصدر دخل ثابت او عمل بسبب الازمات المستمرة".

هي ليست حكاية بدر محفوظ وحده، بل حكاية 6,650 شخص يقطنون منطقة النصيرة في حجة، ومن ضمنهم 1,650 نازح من منطقة حرض وميدي وتهامة هربا من رحى الحرب. يعتمد سكان النصيرة، وهو أحد احياء مدينة حجة، على العمل اليومي لكسب قوتهم واعالة اسرهم. وكغيره من المناطق المتأثرة بالحرب الدائرة، ارتفعت نسبتا البطالة والفقر لتشملا أكثر من 60% من السكان، وغدا 80% من السكان في حاجة للمساعدات الانسانية. وقد ساهم عجز الدولة التام عن صرف الرواتب ومبالغ الضمان الاجتماعي للفقراء في تدهور الوضع.

يتألف الحي من 65 منزلا، من ضمنهم 25 منزل معرض للخطر بسبب وقوعه على مجرى السائلة القديمة التي دائما ما تكون مغطاة بالقمامة واكوام الرمال التي تتسبب بفيضان المياه الى المنازل خلال موسم الامطار. وفي كل عام، يضطر السكان الى إنفاق ما تم ادخاره لإصلاح الاضرار المترتبة عن ذلك المصير المحتوم. لازلت اتذكر امطار العام الماضي التي فاضت وغمرت منازلنا وارعبت افراد عائلتي. لولا حماية الله وحده لكنا مشردين اليوم،" يقول مبروك النصاري أحد سكان الحي.

من خلال برنامج النقد مقابل العمل التابع لمشروع الاستجابة الطارئة للازمة في اليمن، تمكن برنامج الامم المتحدة الانمائي بالشراكة مع مشروع الاشغال العامة من تعبيد اجزاء عدة من حي النصيرة وخصوصا مجاري السائلة. لم يخلص هذا العمل السكان من خوفهم من غرق منازلهم او هدمها فحسب بل ساهم في منحهم دخلا يوميا مقابل عملهم في تمهيد حيهم وخصوصا للنازحين منهم.

"مكننا المال الذي كسبناه من عملنا في نقل الاحجار والاسمنت لتعبيد مجاري الامطار في حي النصيرة من شراء شوال طحين بعد ان عجزنا عن ذلك في الشهور الماضية،" يقول بدر محفوظ وهو نازح من منطقة حرض.

يشكل الجهدة، وهو أحد الطرق المؤدية الى حي النصيرة، معاناة اخرى لعدم تمكن جميع المركبات على اختلاف احجامها وحتى الدراجات النارية من عبوره نظرا لانحداره الشديد.

يقول ابراهيم القشوة وهو سائق حافلة صغيرة بفرح "بعد تعبيد شارع الجهدة، تمكنت السيارات من نقل النساء والمرضى والطلاب بكلفة اقل بنسبة 50% مقارنة بالتكلفة السابقة، اذ كان عليهم الالتفاف حول حي النصيرة وخصوصا خلال موسم الامطار. لم نكن نملك خيارا اخرا سوى ترك السكان في بداية الطريق ليكملوه مشيا على اقدامهم حتى يبلغوا منازلهم، لصعوبة القيادة على هذا الطريق بسبب المنزلقات التي تلحق الدمار بمركباتنا".

لم يعد سكان النصيرة مضطرين لحمل مرضاهم على ظهورهم او على حاملة يرفعها عدة اشخاص بعد تعبيد طريق الجهدة. يتابع ابراهيم قوله "بعد تعبيد طريق الجهدة، اصبحت كلفة المشوار 500 ريال يمني فقط بعد ان كان يكلف 1000 ريال يمني".

يقول محمد هادي "لم تعد تشكل المواسم الماطرة مشكلة بعد الان لسكان الجهدة كما كان في الماضي". ويضيف "شعرنا بالأمان بعد تعبيد الطريق ولم نعد خائفين على منازلنا من اكتساح الفيضانات لها".


***

بتمويل ودعم من البنك الدولي ، يتم تنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP) من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية و مشروع الأشغال العامة (PWP). يوفر هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 300 مليون دولار أمريكي حوافز اقتصادية في شكل مشاريع النقد مقابل العمل واسعة النطاق، ودعم الأعمال التجارية الصغيرة ، والمبادرات ذات العمالة الكثيفة المرتبطة بالمشاريع الاجتماعية والاقتصادية ، مما يعود بالفائدة على الأسر والمجتمعات المحلية المتضررة في جميع أنحاء اليمن.