اخيرا وجدنا بصيص أمل!

5 سبتمبر 2018

يواصل محمد تدريس طلابه رغم عدم حصوله على راتب شهري

محمد واحد من آلاف الشباب اليمني الذين يكافحون للحصول على وظيفة. بجانب كونها أفقر دولة في الشرق الأوسط، حيث يصل فيها معدل البطالة الى 31 %، أدى النزاع المستمر الى سرعة تدهور الحالة الاقتصادية مما دفع الشباب الي حالة من اليأس.

البداية الصعبة

يقول محمد "لقد أصبحت يائسا عندما لم أجد وظيفة فقررت التطوع مقابل حوالي 30 دولار أمريكي فقط شهرياً. رغم ان المبلغ كان ضئيل الا أنى كنت سعيدا جداً في البداية لأنني كنت بحاجة لهذا المال لإعالة عائلتي". ان مبلغ 30 دولار أمريكي الذي اعتاد محمد أن يحصل عليه في نهاية كل شهر لم يكن كافياً لتلبية الاحتياجات الأساسية لبناته الأربع وزوجته ووالده البصير. كما اضاف "كان عليّ أن اقترض المال من أصدقائي لتغطية احتياجاتي. وواصلت البحث عن وظيفة ولكني لم أتمكن من العثور على أي فرصة".

كان محمد لا يزال يتأمل بان يجد عملاً في الوقت المناسب وتوقع بان يتحسن وضعه، ولكن لسوء الحظ ازداد وضعه سوءاً. "سنه بعد أخرى كافحت من أجل عائلتي وفي ظل الوضع الصعب قرر مكتب التعليم خفض الدفعات الشهرية للمعلمين المتطوعين الى 10,000 ريال بدلاً من 15,000 ريال وذلك بسبب الوضع الاقتصادي الصعب وغير المستقر في البلاد.

وبعد التطوع لعدة سنوات؛ قرر محمد بان يستقيل وان يبدأ في البحث عن وظيفة أخرى؛ قال محمد "15,000 ريال لم تكن كافية لتلبية المتطلبات الأساسية للعائلة ناهيك عن 10,000 ريال."

إعادة الأمل
"بعد ترك المدرسة؛ كنت في حيرة وهم كبيرين فخريجي الجامعة لديهم خيارات محدودة للغاية ولا يمكنهم العمل إلا بمجال تخصصهم،" قال محمد بنبرة حزن في صوته.

ولكن بابتسامة ظهرت على وجه محمد عندما أكمل قوله "في ظل هذا الوضع اتصل زميل لي وأخبرني بان لدى الصندوق الاجتماعي للتنمية برنامج لدعم الشباب ليدفع رواتب المعلمين المتطوعين في مدرسة الغافقي".

"بقيت في شك من الأمر ولم اصدق بان المدرسين المتطوعين سيحصلون على رواتب. فذهبت الى المدرسة وعرفت أن الصندوق الاجتماعي للتنمية يدفع 150 دولار أمريكي شهرياً لكل متطوع. كنت سعيد جداً عندما حصلت على راتبي الأول وأنا الآن قادر على توفير حياه كريمة لعائلتي".

تم تدريب 2,259 من الشباب والموظفين كمدرسين بدء من مايو 2018 خلال المشروع ليستفيد منه200,353 طالب (49% إناث) في التعليم الرسمي ومحو الأمية وتعليم الكبار.

الخوف من المستقبل
تحسنت ظروف محمد المعيشية منذ أن استأنف التدريس في المدرسة. فبدأ بتسديد ديونه. بالرغم من ذلك، فان محمد وزملائه يشعرون بالقلق حالياُ لان اتفاقية الصندوق الاجتماعي للتنمية هي فقط لمدة تسعة أشهر. “انه لكابوس أن نتخيل انه وبعد تلك التسعة أشهر يجب ان نعود للمعاناة مرة أخرى بسبب عدم توفر الرواتب،" قال محمد.

يتم تمويل مشروع الاستجابة الطارئة لأزمات اليمن من البنك الدولي ويتم تنفيذه من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الإشغال العامة. مشروع الاستجابة الطارئة لأزمات اليمن، والذي تبلغ قيمته 300 مليون دولار أمريكي، يهدف لإنعاش الاقتصاد اليمني من خلال مشاريع العمل مقابل النقد ودعم المشاريع الصغيرة والعمالة لإصلاح الأصول الاجتماعية والاقتصادية والتي تعود بالفائدة على الأسر والمجتمعات المحلية في جميع أنحاء اليمن.