جيل جديد من القيادات النسائية في حل النزاعات

20 فبراير 2018

منذ خمس سنوات اجبر الطلاب في منطقة بني يوسف على الدراسة في الهواء الطلق وذلك بسبب عدم وجود مساحة كافية

كاتبة؛ امرأة شابة تعيش في منطقة ريفية نائية تدعي بني يوسف تبعد عن مديرية العدين في محافظة إب. واجه سكان بني يوسف العديد من النزاعات التي أعاقت تطور قطاعي الصحة والتعليم لعده سنوات.

لمدة ثلاث سنوات، كان لدى السكان في منطقة بني يوسف وإدارة مكتب الصحة في مديرية فرع العدين نزاعات ادت الى إغلاق العيادات المحلية وحرمان أكثر من 2500 شخص من الرعاية الطبية الأساسية. أراد مكتب الصحة استبدال مدير المركز الصحي ولكن كان هناك اعتراض من المجتمع ونتيجة لذلك أوقف مكتب الصحة كل المرافق الصحية والتكاليف التشغيلية.

في مارس 2012، شاركت كاتبة وعدد أخر من السكان من نفس مديريتها في دورة تدريبية حول الحد من النزاعات نظمت بواسطة مشروع تطوير التماسك الاجتماعي المتكامل المنفذ من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وأصبحت أول رئيسة للجنة التنمية المجتمعية، وقادت بنفسها الوفود لحل هذه النزاعات طويلة المدى في مجتمعها المحلي.

"من خلال وساطتنا تم الإنفاق على ان يكون لمكتب الصحة حرية تعيين الموظفين حسب معايير مكتب الصحة؛ كما يجب عليه أن يقوم بتطوير المركز الصحي وتوفير المعدات الجديدة والتأكد من تدريب موظفي الصحة بشكل كامل وفعال. نفذت هذه الاتفاقية بدون أي تكاليف خلال شهر مارس 2013. يمكنك تخيل التأثير الكبير الذي حققناه خاصة للنساء في هذه المنطقة،" قالت كاتبة.

كما قامت كاتبة بحل نزاع أخر طويل المدى والذي أثر على التعليم في منطقتها على مدار الخمس سنوات؛ حيث أجبر الطلاب في منطقة بني يوسف على الدراسة في الهواء وذلك بسبب عدم وجود مساحة كافية. وقد حاول مجلس الآباء في المدرسة إقناع شيخ المنطقة ان يسمح ببناء فصليين دراسيين إضافيين على أرضه الخاصة وكتعويض فقد عرض عليه أرض أخرى ولكنها في منطقة منخفضة قيمتها أقل ولذلك رفض.

كاتبة، وبدعم من جميع أعضاء لجنة تنمية المجتمع، قامت بجمع كل الأشخاص ذوي العلاقة بما فيهم إدارة المدرسة ومجلس الآباء في المدرسة، وحتى التلاميذ، لزيارة الشيخ وتقديم حل شامل بحيث يقوم الشيخ في المقابل بقبول الأرض البديلة، وتقديمه اعتراف رسمي بأن الأرض التي سيتم بناء الفصول المدرسية عليها كانت مساهمة منه وهذا يعني انه سينظر إليه كمتبرع لهذه الأرض وسيكسب مكانة محلية لجوده وكرمه.

كما وسوف يدفع الآباء نسبة 24% من تكلفة الفصليين الدراسيين الجديدين. وبالفعل، تم جمع هذه الأموال وتقديمها كدليل في اجتماع اللجنة. وقد نسقت لجنة تنمية المجتمع مع المجلس المحلي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتخصيص باقي التكلفة (42% مجلس المحلي و34% برنامج الأمم المتحدة الإنمائي).

قالت كاتبة "تم الاتفاق على هذا الحل وبدأنا العمل على بناء الفصول الدراسية منذ يونيو 2013". لأول مرة تظهر كاتبة اعتزازها بنفسها؛ واختتمت "أخيراً أود أن أقول بان عائلتي أصبحت فخورة جدا بي وهم الأن يومنون أن باستطاعتهم الاعتماد علي. ودائما يرددون أن اليتيمة التي مات والدها عندما كانت صغيرة أصبحت الآن شخص مهم".

وأضافت "الشيء الأخر الذي زاد من ثقتي وفخري حقاً هو عندما تمت دعوتي لحضور اجتماع مجلس الإدارة لمشروع التماسك الاجتماعي في صنعاء. كان شعور رائع عندما قابلت عدد من الشخصيات وناقشت معهم القضايا والنزاعات في منطقتي". وأضافت "لقد تعلمت الكثير. تعلمت عن تحليل النزاعات وكيفية التوسط لتسوية النزاع وكيف أكون صبورة وحيادية وأشياء أخرى كثيرة".