مكاسب التنمية البشرية في اليمن تتراجع بأكثر من عقدين كاملين

دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول تأثير الحرب على التنمية تتوقع تفاقم التراجع بأربعين سنة بحلول عام 2030

23 أبريل 2019

عمّان، 23 أبريل/نيسان 2019 - أدى الصراع المستمر في اليمن إلى تراجع معدلات التنمية البشرية بحوالي 21 عامًا، وذلك وفقًا لدراسة نشرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليوم. وحذرت الدراسة من تعاظم الآثار السلبية للصراع الدائر بأضعاف مضاعفة على مسار التنمية، متوقعة أنه إذا ما انتهت الحرب في عام 2022 فسيبلغ معدل التراجع في مكاسب التنمية حوالي 26 عامًا - أي ما يقارب الجيل. وإذا ما استمرت الحرب حتى عام 2030 فسيتزايد معدل النكوص إلى أربعة عقود.

الدراسة التي أصدرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت عنوان تقييم آثار الحرب على التنمية في اليمن، قام على إعدادها فريق من الباحثين من مركز فريدريك س. باردي للعقود الدولية الآجلة، في كلية جوزيف كوربل للدراسات الدولية، بجامعة دنفر، تتناول بالبحث انعكاسات الصراع في اليمن على مسار تحقيق أولويات التنمية التي تم التوافق حولها دولياً في خطة 2030 للتنمية المستدامة وأهدافها السبعة عشر.

من خلال نماذج كمية تقارن الدراسة بين ثلاثة سيناريوهات محتملة لنهاية الصراع في اليمن خلال الأعوام 2019 أو 2022 أو 2030 وسيناريو رابع مضاد ينبني على فرضية عدم احتدام الصراع بعد العام 2014. وتستخدم الدراسة تلك السيناريوهات لتحدد على نحو كمي تأثيرات الصراع على الأبعاد المتعددة للتنمية بما في ذلك الأحوال الديموغرافية وأوضاع الاقتصاد والبنية التحتية، والصحة والتعليم، وغيرها من المجالات الأخرى.

 

وأكد السيد أوكِ لوتسما، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن على أن "التنمية البشرية في اليمن لم تتعطل فحسب؛ لكنها تراجعت بالفعل بسنوات إلى الوراء،" وأضاف "لو تحقق السلام غدًا، فقد يستغرق الأمر عقودًا حتى يعود اليمن إلى مستويات التنمية ما قبل الصراع. هذه خسارة كبيرة للشعب اليمني."

تتوقع الدراسة أنه إذا ما انتهى الصراع خلال عام 2019، سيبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية حوالي 88.8 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل انخفاضًا قدره 2000 دولار أمريكي (مقوما بالقدرة الشرائية) من نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي. وإذا استمر الصراع حتى عام 2030، فإن الدراسة تتوقع أن 71 في المائة من السكان سيعيشون في فقرٍ مدقع وسيعاني 84 في المائة منهم سوء التغذية؛ وسيبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية حوالي 657 مليار دولار أمريكي، مما يضاعف من قيمة الفاقد من نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي إلى 4,600 دولار أمريكي (مقوما بالقدرة الشرائية). كما ستزداد الوفيات غير المباشرة الناجمة عن نقص القدرة على شراء الأغذية، ونقص الرعاية الصحية، وخدمات البنية التحتية حتى تزيد عن خمسة أضعاف الوفيات المباشرة.

ويخلص التقرير إلى أنه "على المدى البعيد ستكون لهذا الصراع آثار سلبية واسعة النطاق تجعله من بين أكثر النزاعات تدميراً منذ نهاية الحرب الباردة". ويضيف التقرير أن تفاقم تدهور الأوضاع "سيزيد من المعاناة الإنسانية المزمنة، ويؤخر التنمية البشرية في اليمن، وقد يؤثر سلباً على الاستقرار الإقليمي".

***

يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع الشعوب، على جميع مستويات مجتمعاتها، من أجل تعزيز قدراتها على مواجهة الأزمات والمحافظة على نوعية النمو الذي من شأنه ان يحسّن نوعية الحياة للجميع، والدفع بمعدلاته. يتواجد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ميدانياً في أكثر من 170 دولة ومنطقة، ويعمل على توفير منظور عالمي ورؤية محلية ثاقبة من أجل تمكين الشعوب وبناء أمم صامدة.  http://www.ye.undp.org/

للمزيد من المعلومات رجاء التواصل مع

أسماء شلبي،مستشارة الاستراتيجيات ورئيسة مكتب الاتصال في عمان ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن

البريد الإلكتروني asmaa.shalabi@undp.org ،

الهاتف +962 (6) 200 3211،

النقال +962 (79) 660 0346