تمهيد الطريق وتأمينه لحياة أفضل

4 أبريل 2019

نازعو الإلغام يغامرون بحياتهم لجعل الطريق سالكا لحياة أفضل

حتى آخر مرة في سبتمبر الماضي ، تبقى 51,000 طن متري من القمح ، في مطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة الساحلية. إنها مفارقة مؤلمة. هناك عشرة ملايين يمني على شفا المجاعة والجوع ، وقد يكفي هذا القمح لأطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر كامل.

حتى الشهر الماضي ، ومع ذلك ، كانت مطاحن البحر الأحمر ببساطة لا يمكن الوصول إليها. ليس فقط عرقلة بسبب الصراع ، كانت منطقة العمل مليئة بقذائف الهاون والمدفعية غير المنفجرة. حتى لو تمكن العاملون من الوصول إلى الموقع، فإن فيه خطر على حياتهم.

خطورة تواجد اللألغام والمتفجرات 

منذ بداية الصراع في عام 2015 ، شكلت المتفجرات تحديا كبيرا في اليمن. حسب تقرير مراقبة التأثير على المدنيين، تسببت الألغام الأرضية في إزهاق 233 نفس في العام الماضي وحده.

بصرف النظر عن الخطر البدني المباشر فإن المتفجرات تعيق المساعدة الطارئة كإيصال الغذاء. كما أنها تلحق الضرر بالبنية التحتية اللازمة لتقديم الخدمات ، تاركة الأغلبية دون الحصول على المياه النظيفة أو الرعاية الصحية الأساسية أو التعليم. في الواقع ، وفقًا لمؤشرات مؤشر التنمية البشرية ، تراجعت التنمية في البلد بشكل كبير بمقدار 20 عاما.

اليوم ، هناك الآلاف من الألغام الأرضية و من بقايا الحروب القابلة للإنفجار تنتشر في جميع أنحاء البلاد. ما لم يتم تطهيرها وتدميرها، فإن حياة اليمنيين ستكون في خطر لسنوات قادمة.

المشروع الطارئ لنزع الألغام التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي 

يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام  على إزالة المتفجرات، مع تحسين مهارات وكفاءة المؤسسات الوطنية في إجراءات وممارسات إزالة الألغام دون مساعدة خارجية.

في 26 فبراير 2019 - بعد ستة أشهر ومفاوضات مطولة - أصبحت المنطقة القريبة من مطاحن البحر الأحمر ممكنة الوصول مرة أخرى. بنفس القدر من الأهمية ، فمنذ منتصف يناير ، عملت فرق مركز نزع الألغام على تطهير أكثر من 1000 قطعة من المتفجرات من الموقع حتى يتمكن العمال من استئناف عملهم بأمان.

يقول المشرف على موقع العمل، عبد السلام سعيد: "لا يمكننا الحد من التلوث بسبب المتفجرات ولكن يمكننا تدميرها و التخلص من الخطر".

مستوى التقدم والخطوات القادمة

حتى الآن ، تم تدريب ما يقرب من 1250 من موظفي مركز نزع الالغام على مستوى البلاد. ستشمل الخطوات التالية توفير الميزانية اللازمة و التنسيق مع الفروع و كذلك شراء المعدات لمساعدة المركز التنفيذي لنزع الألغام  على الاستيفاء الكامل للمعايير الدولية للإجراءات المتعلقة بالألغام.


في الوقت نفسه، يقول ستيفن براينت ، كبير المستشارين الفنيين في مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإزالة الألغام في اليمن، "أظهر المركز التنفيذي مستوى عال من القدرة. لقد حققوا نتائج جيدة - حتى مع الموارد المحدودة وتحت التهديد المستمر للقصف."

لوقوعها بالقرب من الخطوط الأمامية للصراع، فإن مطاحن البحر الأحمر قد تتعرض للخطر مجددا ومع ذلك ، لا يزال نازعو الإلغام في المنطقة على أهبة الاستعداد لإجراء عمليات التطهير قدرالإمكان.

***

في نهاية المطاف ، سيدعم مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للإجراءات المتعلقة بالألغام إزالة أكثر من 30 مليون متر مربع وتدمير أكثر من مليون لغم وذخائر غير منفجرة. تهدف أنشطة التوعية بمخاطر الألغام التي تقوم بها مركز نزع الألغام والشركاء الآخرون إلى الوصول إلى أكثر من 12.5 مليون شخص ومساعدة جميع المحتاجين مباشرةً بمساعدة متنوعة. سيستفيد حوالي 15 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن.