من خلال المرآة

25 فبراير 2019

صور للنزاع الذي طال أمده في اليمن

خلال حقبة زمنية

يتميز اليمن بمناخه المتنوع الجميل، حيث يقع في الجهة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية. كان اليمن ذات يوم مشرئبا بالثقافة، غنياً بمواقع التراث العالمي، ومزدهرا اقتصاديا. كل ذلك لعب دورًا حيويًا في تاريخ العالم القديم في مجالات عدة، كالتجارة والهندسة المعمارية والابتكار. غير أن التاريخ حديثاً قد رسم صورا أكثر تدميراً للملايين من اليمنيين.

بلدا تهاوى سريعاً

تعتبر اليمن من الدول الفقيرة حتى قبل بدء الحرب في عام 2015. يعيش الفرد بمعدل 4.5 دولار أمريكي لليوم الواحد. بلغ معدل البطالة 52% في عام 2016. بدأت اليمن تتهاوى سريعا بسبب النزاع، حيث أصبح متوسط معدل دخل المواطن اليمني العادي ما يقارب 1.8 دولار أمريكي في اليوم الواحد، ومعدل البطالة أعلى من 60%.

ما دمرته الحرب

تسبب النزاع الدائر في اليمن والتدمير والفقر في الخروج عن السيطرة في كافة أرجاء الوطن، ملقيا البلد إلى الوراء لعشرات السنين من تطوره ونهضته. لم يعد الكثير من الأطفال يتلقون تعليمهم. دُمرت المستشفيات ومحطات الطاقة والطرقات. جفت الآبار، وتلوثت المياه نظرا لتعرضها للبكتيريا المسببة للأمراض بسبب اضطرار الناس إلى قضاء الحاجة في العراء. فهناك الملايين غير قادرين على الحصول على الرعاية الصحية. الأسواق المزدهرة في جميع أنحاء البلاد لم تعد تعمل. فالألغام والذخائر غير المنفجرة، حتى في القرى الصغيرة، لا تسمح للناس بالزراعة أو التنقل بحرية، ولا تسمح ايضا لحيواناتهم بالرعي في الحقول.

أُغلقت الأسواق والشركات الصغيرة وغيرها من وسائل الدخل الممكنة، الأمر الذي أدى إلى عدم قدرة المواطن اليمني على كسب المال. حتى أصبح الملايين غير قادرين على تحمل تكاليف الطعام والمياه النظيفة ووقود الطهي.

حقائق مؤلمة

ليست هذه فقط الامور الغير متوفرة في اليمن؛ بل أن معظم المواطنين ليس لديهم ما يكفي من المال، ناهيك عن غلاء المعيشة، وتدهور العملة. ما ذا يمكن للفرد أن يقتنيه نهاية الشهر أو نهاية الأسبوع أو حتى الأمس القريب. فقد حالت الأسعار المتزايدة باستمرار للمواد الأساسية دون حصول الملايين على المواد الضرورية لإنقاذ الأرواح كالماء والغذاء مثلاً. كما أن تدني الدخل قد أدى ايضا إلى عدم قدرة الأسرة الواحدة على تحمل تكاليف العلاج الطبي اللازم لسوء التغذية أو الأمراض التي تنقلها المياه.

أسوأ كارثة إنسانية في العالم

يحتاج ما يقارب 80% من اليمنيين والبالغ عددهم 24 مليون نسمة إلى المساعدات الإنسانية والحماية. ففي بلد يمتد لأكثر من 2000 كيلومتر من الشريط الساحلي، قد تندهش فعلاً من ان ثلثي المديريات البالغ عددها 333 في حالة مجاعة. فمن بين 20 مليون يمني، والذين لا يملكون ما يكفي من الغذاء، لا يدري 9.6 مليون شخص من أين ستأتي لهم الوجبة الأساسية، فهم على حافة المجاعة. كما أن 240 ألف نسمة يعيشون في مستويات مروعة من الجوع، وبالكاد يعيشون.

أُجبر حوالي 3.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم بسبب النزاع - أكثر من 600 ألف نسمة في عام واحد - 2018. يعد النزوح أحد العوامل الرئيسية للمجاعة، حيث يؤكد النازحون أن الأماكن التي تم النزوح اليها غير قادرة على إعالتهم، أو تحسين معيشتهم فيضطرون الى ترك عائلاتهم ومنازلهم ووظائفهم. يتمركز الجوع الأسوأ في المناطق التي شهدت أشد النزاعات خلال العام الماضي.

"اجبرت على الخروج من منزلي، ذهبت أنا وأطفالي إلى الفراش جائعين ليال عديدة. لم نجد ما يكفي من الطعام، مرت اوقات أخبرت فيها أطفالي أنني لست جائعًا رغم أني جائع، ولكن قد يكون أي طعام أضعه على الطاولة يكفيهم فقط "- سميحة.

التطلع إلى المستقبل، العمل في الوقت الحاضر

هناك العديد من المنظمات الدولية التي تعمل خلال الأزمة الإنسانية الراهنة في اليمن، لكن لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي دوراً فريداً في الاستجابة الإنسانية المستمرة. نقوم بمعالجة الاحتياجات المجتمعية الفورية المستمرة في اليمن خلال الأزمة الراهنة، كما اننا مستمرون في مساعدة الناس والمجتمعات والمؤسسات والاستعداد لمستقبل أفضل حال انتهاء الأزمة.

نحن نعمل على الاستجابة الإنسانية في حال انعدام الأمن الغذائي من خلال مساعدة الصيادين والمزارعين على مواصلة مهنتهم. نحن نقدم مشروع النقد مقابل العمل، والتوظيف للأشخاص الذين ليس لديهم أي دخل آخر. نحن نعزز من كرامة اليمنيين من أجل إعادة بناء مجتمعاتهم حجرا-حجرا، الواحدة تلو الأخرى. كما اننا نوفر مستلزمات الطاقة الشمسية حتى يتسنى لطلاب المدارس الاستمرار في دراستهم، وكذا المستشفيات في توفير اللقاحات، والشركات الصغيرة للعمل في وقت متأخر من الليل.

في عام 2019 وما بعده، سيواصل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع شركائنا التنفيذيين للوقوف إلى جانب اليمن في واحدة من أحلك الظروف التي تمر بها البلد.


العمل في الحالات الطارئة

يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاقد مع اليمنيين في جميع أنحاء البلاد في فرص عمل طارئة ومؤقتة، لبناء وإصلاح المشاريع الأساسية الصغيرة - مثل حفر الآبار والمراحيض والطرق والمدارس - وكذا في تقديم الخدمات الاجتماعية الأخرى مثل دعم ما بعد الصدمة والاستشارات المتعلقة بالتغذية.

إن مشروعنا القائم على اساس النقد مقابل العمل يفيد المواطن اليمني بطريقة عاجلة من خلال توفير الدخل وتحسين الوضع المعيشي للحصول على المياه النظيفة والخدمات الطبية واحتياجات المدارس والأسواق. كما تستهدف مشاريع التوظيف الخاصة بنا في الحالات الطارئة وجه التحديد الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع - الشباب والنساء والنازحين- من أجل ضمان إمكانية الحصول على دخل ثابت للأفراد الذين يتم نسيانهم أو تجاهلهم في بعض الأحيان.

  • تم إنشاء مشروع لأكثر من 7.1 مليون يوم عمل في خدمة توظيف المتضررين من الأزمة.
  • يستفيد ما يقرب من 290,000 شخص من الأسر الفقيرة في برامج النقد مقابل العمل (يستفيد بشكل غير مباشر أكثر من مليوني شخص).

مشاريع الشركات الصغيرة
يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعم الشركات الصغيرة وتعزيز احتياجات الأسواق المحلية - وعلى المدى الطويل - في توليد الدخل وفرص العمل. نقدم المنح التدريبية والتشغيلية التي تساعد في ضمان نجاح العمل.

  • مُنحت 9 مؤسسات للتمويل الأصغر منحاً مالية لبدء العمل في مشاريعها الخاصة.
  • تسلم أكثر من 7000 شركة صغيرة كل ما يتعلق باحتياجات التدريب والمعدات المطلوبة.

تطوير البنية التحتية

تطلب النزاع المستمر في اليمن استثمارات كبيرة في إصلاح وإعادة تأهيل وبناء المرافق الصحية والمدارس والطرق والكهرباء والمياه وغيرها من المناطق. فتقديم مثل هذه الخدمات يساعد المواطن اليمني في الحصول على الخدمات الصحية والغذائية. كما أنه يمكّن أطفال المدارس من مواصلة دراستهم، ويمنع انتشار الأمراض مثل الكوليرا، ويساعد في الحماية من انعدام الأمن الغذائي.

تعمل خدمات المياه النظيفة والطرق على تعزيز الاقتصاد، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والمبيعات لدى المزارعين ومربو الماشية والصيادين. كما أن ضمان وتحسين هذه الخدمات الحيوية يقلل من الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.

تم توفير المياه وخدمات التعليم وتعبيد الطرق لأكثر من 2.3 مليون شخص.

  • تم ترميم حوالي 2500 فصل دراسي.
  • ترميم 370 كيلومترًا (حوالي 230 ميلًا) من الطرق.
  • تم استصلاح أكثر من 4000 هكتار (حوالي 10 فدانات) من الأراضي الزراعية.
  • استفاد أكثر من 220,000 شخص من خدمات التغذية (حوالي114,000 امرأة، أكثر من 88,000 طفل).

الطاقة الشمسية

زاد الطلب على مصادر الطاقة في اليمن. فقد أعطت مشاريع الطاقة الشمسية التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأولوية للمرافق الصحية والمدارس والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي. كون الخدمات التي تقدمها الطاقة الشمسية تساعد أيضًا في استمرار المهن والأسواق. يعالج برنامج الأمم المتحدة الإنمائي انعدام الأمن الغذائي ويقلل من مخاطر المجاعة داخل اليمن من خلال انشاء مشاريع مثل ضخ مياه الري والحصول على المياه النظيفة للناس والماشية على حد سواء.

  • أكثر من167,000 شخص لديهم الآن القدرة على الحصول على مستلزمات الطاقة الشمسية.
  • تمتلك ما يقارب 31 مدرسة مستلزمات الطاقة الشمسية، مما يمكّن الطلاب الدراسة والمدرسين للتدريس.
  • 2400 أسرة تستطيع الآن انارة منازلها بالكهرباء ليلاً، وتشغيل الأعمال التجارية الصغيرة، كما يمكن للأطفال القيام بواجبهم المدرسية.
  • تمتلك تسع محلات (بقالة) طاقة شمسية تمكنهم من العمل لساعات أطول.
  • يمكن لـ 55 منشأة صحية الآن تبريد اللقاحات والأدوية الأخرى، مما يتيح لها البقاء والحفاظ عليها لفترة أطول.

التعامل مع الألغام

يهدف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركائه إلى ضمان وجود بيئة أكثر أمانًا من أجل إعادة بناء الوطن بشكل أفضل وأقوى مما كان عليه سابقاً.

نعمل في جميع أنحاء البلد على تقليل أو إزالة آثار المواد المتفجرة على السكان المدنيين والبنية التحتية والاقتصاد. فنقوم عبر شريكنا المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام (YEMAC)، بدعم العمليات الميدانية التي تقوم بمسح وتطهير المناطق المليئة بالألغام في جميع أنحاء البلاد. كما تم ايضا نشر ما يقارب من 1000 خبير في إزالة الألغام في أكثر المناطق خطورة في عموم أرجاء البلد.

  • تطهير 6.4 مليون متر مربع (حوالي 1,581 فدان) من الأراضي.
  • إزالة 120,000 من المتفجرات الناتجة عما خلفته الحرب.
  • تدمير 13,230 من المتفجرات التي خلفتها الحرب.

بالتعاون مع المجتمعات المحلية عبر شركائنا المحليين، يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإعادة بناء البنية التحتية الأساسية التي ستساعد اليمنيين على التعافي من النزاع الراهن وبناء القدرة على مواجهة الصعوبات المحتملة مستقبلاً.